قائمة الموقع

"مسجد الظفر دمري" في غزة: عراقة العهد المملوكي

2017-01-26T07:17:59+02:00
غزة-رشا فرحات

حينما تسير في شوارع حي الشجاعية يلفت نظرك حتما ذلك المسجد القديم الذي تتحدث حجارته عن تاريخ بنائه وتشتم فيها رائحة التاريخ المملوكي، إلا أنه بات مهددا بسبب حاجته المستمرة للإصلاح والترميم.

مسجد الظفر دمري الأثري الواقع في حي الشجاعية شرق غزة يعود تاريخ تأسيسه إلى الحقبة المملوكية، حيث أسسه الأمير المملوكي (شهاب الدين أحمد بن أزفير الظفر دمري)، وتبلغ مساحته 600 متراً مربعاً، وعُرف عند عامة الناس باسم (مسجد القزمري)، ويتألف من جزأين أحدهما حديث، والآخر قديم أثري، ولم يتبق منه سوى ثلاثة إيوانات، يفصل بين كل منها عقد مدبب محمول على الجدران، أما بيت الصلاة فيقع في الناحية الشرقية منه، وتفتح عليه أربعة نوافذ محفورة في الجدار الغربي الذي يبلغ سُمكه 90 سنتمترا.

وفي إطلالة على النوافذ فهي معقودة من الأعلى بعقد على شكل حدوة فرس، ويفصل بين كل نافذة وأخرى بوابة تفتح على بيت الصلاة، ويتوسط المدخل الرئيس واجهة بيت الصلاة، وهو خالٍ من الزخارف، عدا زخرفة تقع أعلى عتب الباب مصنوعة من الرخام، إضافة إلى مجموعة من الخطوط المائلة والمستقيمة المحفورة بالحجر الرملي الصلب، أما الواجهة الخارجية الشمالية فقد زُينت بعقود مدببة متصلة ببعضها البعض، وزينت تلك العقود بزخارف هندسية محفورة بالحجر الرملي الصلب، وفي الجدار الغربي لبيت الصلاة يوجد محراب خارجي تعلوه نافذتان مغلقتان تحيط بهما مجموعة من الزخارف النباتية المحفورة بالحجر، أما في الساحة الداخلية للمسجد فتوجد غرفتان تستخدمان لتعليم العلوم الشرعية.

يقع المدخل الرئيس للمسجد في الجهة الشمالية، وتعلوه عتبة من الرخام، ثم اللوحة التأسيسية المنقوشة بالحجر الرملي وكتب فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم إنما يعمر مساجد الله مَنْ آمن بالله واليوم الآخر، وأقام الصلاة وآتى الزكاة، ولم يخش إلا الله فعسى أن يكونوا أولئك من المهتدين)، وجاء فيها كذلك (... أنشأ هذا المكان المبارك العبد الفقير إلى الله شهاب الدين أحمد بن أزفير الظفردمري سنة 762هـ/1360م).

وقد أوضح أحمد البرش رئيس دائرة الآثار في وزارة السياحة أن العدو الاسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة استهدف المسجد الأثري مما أدى إلى تدمير أكثر من سبعين في المئة من أجزائه وذلك ضمن سياسته العدوانية في استهداف المساجد والمعالم الأثري مضيفاً أن العدو الاسرائيلي استهدف كلا من المسجد العمري الأثري في جباليا ومسجد المحكمة في حي الشجاعية وكلاهما يعود إلى العهد المملوكي.

كما قال الدكتور جمال أبو ريدة مدير عام الآثار والتراث أن مسجد الظفر دمري يعد من أهم المساجد الأثرية لذلك شرعت وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بمشروع إعادة إعماره وترميمه.

وأكد أبو ريدة أن وزارة السياحة وبالتعاون مع وزارة الأوقاف وضعتا مخططا معماريا للمسجد يهدف إلى إعادة بنائه بطابعه المعماري المملوكي القديم إلى جانب ترميم الجزء الأثري المتبقي من المسجد حيث أنه من المتوقع الانتهاء من الأعمال نهاية شهر يونيو المقبل.

وتفتقد وزارة السياحة الإمكانات والمواد المتوفرة لترميم الكثير من المباني الأثرية في قطاع غزة والمعرضة للانهيار والدمار والتي تعرض كثير منها للقصف من الاحتلال الإسرائيلي.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00