قائد الطوفان قائد الطوفان

فصائل فلسطينية: نقل "السفارة" يؤكد انحياز واشنطن للاحتلال

اجتماع الفصائل "أرشيفية"
اجتماع الفصائل "أرشيفية"

الرسالة نت-نور الدين صالح

حذرت فصائل فلسطينية، من إقدام واشنطن على نقل سفارتها في الكيان العبري من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، بعد تولي الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب مهام منصبه، معتبرة أن نقل السفارة -حال تم- يؤكد انحياز واشنطن الكامل إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي. 

حركة حماس جددت رفضها الكامل لنقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، مؤكدة عدم اعترافها بشبر واحد للاحتلال على أرض فلسطين. وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في تصريح صحفي، نشره موقع "حماس" الرسمي: إن "القدس أرض محتلة ستبقى فلسطينية خالصة لن يغيّر من تاريخها أو واقعها أي خطوة يقوم بها أي طرف سواء الاحتلال أو أي دولة أخرى في العالم، وستظل قبلة للنضال الوطني الفلسطيني".

واعتبر القانوع أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس أو الشروع بهذه الخطوة هو "إعلان انحياز تام للكيان الصهيوني بما يفقد الإدارة الأمريكية أي دور سياسي متعلق بالصراع مع الاحتلال في المنطقة"، مشددا على أن نقلها يثبت انعدام النزاهة الأمريكية ومحاولة للإجهاز على ما تبقى من حقوق شعبنا الفلسطيني وقضيته.

وأوضح أن الإدارة الأمريكية بهذه الخطوة تخلق مناخات متفجرة وتصب الزيت على النار المشتعلة، ولا تخدم سوى النهج الصهيوني العنصري المتطرف وتكرس منهج الاحتلال؛ محملا إياها مسؤولية كل ردود الفعل المترتبة على هذه الخطوة الحمقاء.

وتابع القانوع "تشكل هذه الخطوة انقلابا صريحا وعمليا على كل القرارات الأممية والدولية المتعلقة بالقدس وحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه ويشكل تدخلاً سافراً لصالح الكيان بما يجعل الولايات المتحدة شريكا حقيقيا في جرائم الاحتلال".

ودعا الشعب الفلسطيني بكل قواه إلى التوحد لمواجهة هذه السياسة الأمريكية وما يترتب عليها من خطوات "إسرائيلية" والتوقف عن الرهان الخاسر على عملية التسوية التي تقودها الولايات المنحازة للاحتلال، مشددا على ضرورة تفعيل انتفاضة القدس والمقاومة كخيار استراتيجي لمواجهة التحديات الجسام أمام شعبنا وقضيته الوطنية.

وطالب المتحدث باسم حركة حماس، الأمة العربية والإسلامية بالتوحد حول هذه القضية المركزية والتحرك العاجل لمنع أي إجراء من هذا النوع ومواجهته وتبني قضية القدس في كل المحافل الدولية ودعم صمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته، محذرا من المساس بمشاعر العرب والمسلمين في العالم.

ضعف الجاليات العربية

بدوره، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان، أن الإدارة الأمريكية تستغل ضعف الجاليات العربية والإسلامية، ومضى يقول في تصريح خاص لـ "الرسالة": "نقل السفارة الامريكية لن يكون بمشيئة الله تعالى، وستبقى القدس رونق ووهج، وأي اعتداء عليها سيؤثر على الأوضاع في المنطقة"، مشدداً على أن ذلك مساس بشيء مهم لكل الفلسطينيين.

وأوضح أن التصريحات الامريكية بهذا الشأن، تكشف اللثام عن سياستها "التي باتت تشكل شريكاً مع الاحتلال، من أجل قهر شعبنا"، مؤكداً أن المقاومة سيكون لها دور كبير في حال أقدمت أمريكا على نقل سفارتها في القدس.

وطالب عدنان، السلطة التي "رهنت نفسها لمشروع التسوية"، بضرورة أن يكون لها موقف ضاغط يمنع ارتكاب الاحتلال وامريكا على مثل هذه الاجراءات بحق الشعب الفلسطيني، مبيناً أن نقل السفارة الامريكية "لا يحدد هوية القدس وعروبتها"، واصفاً الحديث عن ذلك " عبث ونحن اليوم أقرب للقدس والمقدسات".

مخاطر جدية

من جانبه، قال طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية: "إن تصريحات ترامب حول نقل السفارة، تهدف للضغط على السلطة للعودة إلى مفاوضات مباشرة كما كانت سابقاً بدون شروط"، مؤكداً في تصريح لـ "الرسالة"، أن هذا الأمر يحمل مخاطر جدية، "وعلينا أن نجابه السياسة الأمريكية بالتسريع في إنهاء الانقسام وتأجيج كل أشكال النضال الوطني بما فيها الانتفاضة وتزايد وتيرتها باعتبارها قادرة ان تدفع الاحتلال ثمناً للتوقف عن أي خطوات مقبلة أو التهويد وضم القدس"، وفق قوله.

ودعا الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ خطوات للضغط على إدارة ترامب لوقف كل هذه السياسات التي تشكل انحيازا سافراً واصطفافاً مع الاحتلال، بما يمّكن الاحتلال التهرب من المؤسسات الدولية وممارسة المزيد من الاستيطان، مطالبا بمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم.

كما دعا إلى التوجه سريعاً للجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، لتدويل القضية الفلسطينية وترجمة قرار مجلس الأمن الخاص بالاستيطان. وأضاف " على الولايات المتحدة ان تدرك أن نقل السفارة هو تحدٍ للإرادة الفلسطينية والمجتمع الدولي وهو جزء لا يتجزأ من الأراضي المحتلة وهي عاصمة دولة فلسطين، وعلى الاحتلال والادارة الامريكية تحمل ردة الفعل غير المحسوبة".

أما حركة الأحرار الفلسطينية فقد أكدت على لسان المتحدث باسمها ياسر خلف، أن نقل السفارة الأمريكية للقدس صفعة جديدة لفريق التسوية الذي راهن ولايزال يراهن على المفاوضات والإدارة الأمريكية. وطالب خلف في تصريح لـ "الرسالة"، السلطة ورئيسها محمود عباس بالتوقف عن هذا الرهان الخاسر الذي لم يحقق لشعبنا أي انجاز يذكر، والسعي لتشكيل جبهة عربية دولية لمواجهة غطرسة الاحتلال وإدارة ترامب الجديد المنحازة بالكلية للكيان.

وأوضح أن المطلوب الآن تشكيل استراتيجية فلسطينية لمواجهة الاحتلال والتصدي لخطوات تكريسه وتكريس الاستيطان، معتبراً هذه الخطوة تمثل ضوء أخضر وتشجيع للاحتلال لمواصلة جرائمه بحق شعبنا ومقدساته، واستخفاف واضح بكل القرارات الدولية التي تتعلق بالقضية الفلسطينية وتجرم سياسة الاحتلال.

ومنذ تبني الكونغرس الأميركي قرارا عام 1995 بنقل السفارة، دأب رؤساء الولايات المتحدة على توقيع قرارات كل ستة أشهر بتأجيل نقل السفارة "من أجل حماية المصالح القومية للولايات المتحدة".

وأعلن البيت الأبيض مؤخراً، أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس "سابق لأوانه"، الأمر الذي فسر على أنه تراجع أمريكي على نقل السفارة على الأقل في هذه المرحلة.

البث المباشر