قائمة الموقع

مقال: التجربة الروسية

2017-02-06T05:56:16+02:00
وسام عفيفة مدير عام صحيفة الرسالة بغزة

في منتصف عام 1960 كان الاتحاد السوفييتي سابقا يولي اهتماما بالغا بالأذكياء لهذا كانوا في روسيا يجمعون الطلاب الذين لا تزيد أعمارهم عن 15 عاما في أفضل مدارس ومعاهد تدريس الرياضيات... ومن أولئك استطاع الروس انتاج أفضل العلماء في عديد المجالات الحيوية.
بعد نجاح التجربة الروسية قرر وزير التعليم البريطاني مايكل غوف خلال الفترة 2010-2014، استيراد الفكرة، ودفع مدارس وجامعات بريطانية الى التركيز على استيعاب الطلاب النوابغ في كليات متخصصة في الرياضيات، والهدف كان تمكين أي طفل مميز من الحصول على تعليم خاص في الرياضيات أو الفيزياء، وفي 23 يناير الماضي أعلنت حكومة تريزا ماي أنها تريد أكثر من ذلك. فهي تسعى الى فتح مدارس رياضيات جديدة في جميع أنحاء البلاد كجزء من "استراتيجية صناعية".
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل دخلت على الخط جهات تستثمر في العقول بهدف ربط الدارسة الاكاديمية بمتطلبات البيئة لمحيطة، ومن هذه الجهات التي تسعى استثمار هذه التجربة على سبيل المثال: المخابرات البريطانية، وجوجل، وشركات الذكاء الاصطناعي.
أمام هذه التجارب تستدعي الغيرة تخيُّل حال القائمين على التعليم في بلادنا حيث لا ينامون الليل وهم يعصرون عقولهم ويعصفون أذهانهم لتطوير المناهج والتخصصات واستثمار نوابغنا من الحضانة حتى الجامعة.
في ظل الانشغال بتعداد الرؤوس الفصلية، وإحصاءات المباني التعليمية والمقاعد الدراسية، ونماذج التقييم الروتينية، وتجميع الدرجات العلمية، وترويج الإنجازات الوهمية، لا تبتعد العملية التعليمية اليوم عن مستوى محو الأمية، مقارنة بالتجارب التعليمية الروسية والبريطانية. 

 

اخبار ذات صلة