تعقد المعارضة السياسية والعسكرية السورية اليوم الجمعة اجتماعا في الرياض لتشكيل وفد يمثلها في مفاوضات جنيف المقررة بعد عشرة أيام، كما بحث ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي -أمس في موسكو- مع وفد من الائتلاف الاستعدادات لهذه المفاوضات.
وفي لقاء مع وكالة الأناضول، قال عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض نصر الحريري إن الاجتماع الذي ينعقد اليوم وغدا في الرياض سيحضره ممثلون عن الفصائل المسلحة والائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات (التابعة للمعارضة)، مؤكدا أن المعارضة ستشارك في مفاوضات جنيف وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي ينص على تطبيق بيان جنيف1، ويتضمن برنامجا لمرحلة انتقالية.
وكشف عن وجود محاولات من الدول الداعمة للنظام السوري (لم يسمّها) لحذف أو استئصال موضوع الانتقال السياسي والاقتصار على تعديل الدستور وإجراء انتخابات، معتبرا أن ذلك "يلغي جوهر القرار الدولي وجوهر العملية السياسية"، ومشددا على ضرورة أن تكون هناك أجندة واضحة وصريحة تنسجم مع القرار الدولي.
واعتبر الحريري أن الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف تختلف عن الجولات الماضية، لأن روسيا وتركيا تنخرطان لأول مرة بشكل مباشر فيها، مضيفا أن "الفصائل لم تتفاوض مع النظام في أستانا وإنما مع روسيا".
وعبر الحريري عن أسفه الشديد لعدم تطبيق وقف إطلاق النار والتفاهمات التي تمت على بعض الإجراءات الإنسانية، وقال "إذا لم تتحقق تلك الاتفاقات والتفاهمات فإننا سنذهب لمفاوضات عبثية".
وأشار عضو الهيئة السياسية في الائتلاف إلى أن روسيا ودولا أخرى داعمة للنظام تسعى لتشتيت المعارضة وإنشاء منصات متعددة تدعي أنها تمثل الشعب السوري، مضيفا أن هناك جهودا لإدراج حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ضمن المعارضة، بالرغم من اتهام الحزب بارتكاب انتهاكات ضد الشعب السوري بما فيهم الأكراد، بحسب قوله.
وفي سياق متصل، قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف أسامة تلجو إن هناك توافقا بين الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات والفصائل العسكرية على تشكيل الوفد المفاوض في جنيف، مضيفا في بيان أن النظام وإيران يشكلان "العائق الأكبر أمام الوصول إلى حل سياسي".
اجتماع موسكو
وقالت الخارجية الروسية في بيان إن بوغدانوف التقى أمس عبد الأحد اسطيفو نائب رئيس الائتلاف السوري والعضوين في المكتب السياسي للائتلاف هادي البحرة وبدر جاموس، حيث تمت مناقشة قضايا التسوية السياسية في البلاد، بما في ذلك مفاوضات جنيف.
وأضاف البيان أن "الجانب الروسي أعرب عن رغبته الملحة في إبداء جميع الفصائل الأساسية للمعارضة السورية نهجا بناء بأقصى درجة، والانطلاق من المصالح العليا لسورية وشعبها، وذلك مع الاستناد إلى القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في لقاء صحفي أمس إن بلاده تساهم في تفعيل الحوار بين النظام السوري والأكراد للحفاظ على وحدة سوريا، حيث قامت روسيا بأربع جولات من الاتصالات العام الماضي لإقامة هذا الحوار.