قائمة الموقع

الشرقاوي: الحرب القادمة ستشهد مفاجآت و(إسرائيل) فقدت قوة الردع

2017-02-13T17:54:32+02:00
الرسالة نت-محمد بلّور

يتسلح محللو الشأن الأمني والعسكري مؤخراً بكثير من الاقتباسات وهم يرجحون حرباً قادمة في الربيع بعد فشل عملية التسوية بين السلطة و(إسرائيل) واستمرار الأمر على حاله في غزة وملائمة المحيط العربي للانتقام من المقاومة الفلسطينية والمدنيين بغزة.

الرسالة حاورت العميد يوسف شرقاوي المحلل العسكري الذي يؤكد أن (إسرائيل) دولة قائمة على الحروب وهي قريباً إما ستشعل واحدة منها في غزة بحجة أنفاق حماس، أو جنوب لبنان بحجة صواريخ حزب الله.

ترميم الردع

الاحتلال الذي لم يحسم حرباً منذ حرب (الغفران) وعاش قسوة المواجهة في حرب سيناء 1973 وأمام فتيان (RPG) في لبنان 1982 وهزيمته مع مقاتلي حزب الله 2006 وغزة من بعد حتى 2014 تنقر في رأسه فكرة ترميم معنويات جنوده ورفع شعار (لا يقهر) من جديد.

ويتوقع المحلل شرقاوي إقدام العدو على اقتحام واحتلال منطقة بغزة والتمركز فيها ليعيد مصداقيته أمام جنوده وجبهته الداخلية بأنه جيش لا يقهر مستخدماً قذائف وأسلحة متطورة حصل عليها من الولايات المتحدة الأمريكية.

ويضيف: "أرجح أن مع المقاومة مفاجآت وتعلمت من دروس السابق فقد تنفذ إنزالا خلف خطوط العدو وتطور شكل عملية زكيم وتحتل مستوطنة وفي ذلك درس عسكري لأي دولة" أنها قادرة على الاحتلال وهذا ينشر رعبا ويمسح وعي المستوطنين بتفوقهم".

على جانبي المتراس تقف (إسرائيل) والمقاومة الفلسطينية لكن جيش الاحتلال يمتاز - حسب خبرة المحلل شرقاوي- أنه لو اصطدم بمقاومة قوية يتقهقر لأن تماسكه ومعنوياته دوماً هشّة.

ويتابع: "بعد هزيمة أكتوبر 1973 ثبت أن (إسرائيل) لا تنتصر وحدها وبعد حرب تموز2006 وحروب غزة 2008-2014 ثبت أن الجيش لا يحمي نفسه رغم أنه "جيش يملك دولة".

الجبهة الداخلية

الخاصرة الطرية والنقطة التي تستطيع المقاومة أن تضرب فيها تحت الحزام هي الجبهة الداخلية الإسرائيلية فهي مكشوفة وإذا احسنت المقاومة ضربها ستحقق عامل تفوق بعد سقوط نظرية الأمن لمؤسسي (إسرائيل) التي نصت على نقل المعركة لأرض الخصم وتحقيق الصدمة والترويع وتحديد زمن المعركة.

وتبددت قدرات (إسرائيل) في إنجاز النقاط الأربعة في نظريتها بعد أن أفلحت المقاومة في نقل جزء من المعركة لأرض العدو بعد النجاح في الإنزال خلف خطوط العدو وطاش سهم الترويع بامتصاص جزء مهم من صدمات الاحتلال.

ويرى شرقاوي أن تركيز المقاومة على ضرب الجبهة الداخلية أهم أهداف المقاومة الاستراتيجية التي تستخدم له تكتيكات مثل الإنزال خلف الخطوط أو احتلال أجزاء واستخدام الأنفاق.

وتجلّى نجاح المقاومة في استهداف الجبهة الداخلية في حرب 2014 عندما وقع حظر تجول في شوارع (تل أبيب) حتى كامل مدن الجنوب وهي تجمعات سكانية كثيفة إضافة إلى أهم مظهر حين تعطّل عمل مطار الاحتلال الرئيسي.

الأنفاق

فزّاعة الجولة القادمة بلا شك هي الأنفاق ورغم استغاثة (إسرائيل) بالإمكانات الأمريكية والغربية في جلب مجسّات وحفّارات إلا أن الأنفاق كموروث تاريخي استخدمته كافة حركات التحرر والعصابات ما زالت المعضلة التي ليس لها حل.

ويقول شرقاوي إن الأنفاق تشكل عامل إرباك لكن الاحتلال من الممكن أن يستخدم هو الأنفاق حتى يصل إلى غزة ليفاجئ المقاومة...

ويشير أن سلاح الطيران يدمر لكنه لا يحسم معركة وقد أثبتت جولات (إسرائيل) السابقة أنها زادت من كمية النار من الطيران لتغطي فشلها الميداني على الأرض لذا تكرر أسلوب الأرض المحروقة.

ومنذ انتهاء الحرب تركز (إسرائيل) على قصف نقاط المراقبة التي نشرتها المقاومة على طول خط الحدود وذلك لأنهم حسب معرفة المحلل شرقاوي منزعجون جداً منها لأنها تبطل عامل المفاجأة للجيش وتبقي المقاومة متحسسة بينما اعتادت (إسرائيل) نهج الحرب النظيفة.

البحر

علاوةً على القصف البحري الذي تعرضت له غزة في كافة الجولات السابقة يرجح الخبير شرقاوي أن تطوّر المقاومة من هندسة عملياتها لتتعدى عملية (زيكيم) وقد بدت (إسرائيل) قلقة من مقاتلي البحر فاستهدفت الكثير منهم وتعاونت مع طرف عربي لاختطاف البعض وحتى الشهيد الزواري قررت اغتياله حين بدأ بتطوير قدرات تخص البحر.

ويضيف:"إذا استخدمت (إسرائيل) البحر في أي مواجهة ستعمل على إيجاد أرض محروقة تقصفها وتنفذ إنزال لتعيد قوة ردعها ضمن حرب نظيفة تتخندق وتتمركز فيها بشكل مباشر".

المقاومة في الضفة

الجناح الثاني للمقاومة وإن كان كامناً هو في الضفة المحتلة، ويشير المحلل شرقاوي إلى أن كافة الأنباء التي تحدثت عن اكتشاف ورش تصنيع سلاح محلي على بساطتها تؤكد أن هناك نيّة للمقاومة وأن المنفذين يسخرون القوى الذهنية لتوفير سلاح.

ويضيف: "رأينا عدة عمليات آخرها عملية إطلاق نار في تل أبيب كان السلاح المستخدم فيها مصنعا محلياً وسبقها 3-4 عمليات في القدس بسلاح بدائي فالذخيرة متوفرة في الضفة وانسداد الافق السياسي والضغط على الناس سيشعل الانتفاضة من جديد".

ما تحتاجه المقاومة في الضفة هو بنية تنظيمية وحاضنة شعبية لكن التنسيق الأمني كما يرى شرقاوي يجسّد مطرقة الجيش الإسرائيلي الذي يضعف المقاومة مرجحاً في الوقت ذاته ظهور مفاجآت متصاعدة في المقاومة على يد شبان كفروا بأداء الفصائل السابق.

اخبار ذات صلة