منذ خروج أبو ابراهيم السنوار وهكذا يعرف بين أحبابه ومحيطه لم يغب عن المشهد لحظة، وكان دوره يتعاظم يوما بعد يوم، فهو شخصية كرازمتيه، من جيل التأسيس الأول في حماس له رؤية استراتيجية، واضحة، زاهد في كل شيء إلا بدور مركزي يستطيع من خلاله التأثير، منتمي لقضيته يحلم بالتحرير ويتعجله، منفتح مستعد للحلول حتى تلك الغريبة، ويفضل دوما الواضحة منها والمباشرة.
ربما دوره السابق في قيادة الحركة حتم عليه الغياب عن الاعلام، لهذا نسجت حوله الكثير من الحكايا، ودوما الاعلام يضخم جوانب ويغفل أخرى، إلا أني أعرف انه يتجه للبناء ومراكمة الانجاز، لهذا اتوقع بعد رئاسته لحماس في غزة الظهور للإعلام واجراء مجموعة مقابلات مكثفة والقيام بالاقتراب اكثر من النخب والكتاب والاعلاميين، فما يميزه انه يحب الاستماع أكثر مما يحب الحديث، فهو مثقف قارئ وكاتب يحفظ الشعر ويتذوقه، يحمل روح دعابة، حميمي لمن حوله يتأثر بالقصص الانسانية يسارع للمساعدة، لا يتكلف في الحديث ولا المأكل والملبس، يميل للبساطة والتبسط ومع هذا مهاب الجانب.
يحب عمله يقضي أوقاتا طويلة يركز فيه، يمنحه اهتماما خاصا ولو على حساب أموره الاخرى، يتحرك بخفة وينجز بوقت قصير، ما يميزه انه مبادر مفاجئ قادر على اتخاذ القرار وليس غريبا ان يصل يحيى السنوار لمنصب رئاسة الحركة في غزة، ويأتي في السياق الطبيعي فهو صاحب فضل في تأسيس الجهاز الأمني لها وللكتلة الإسلامية، بالإضافة إلى أنه يتمتع بكاريزما خاصة وشخصية قيادية ناهيك عن أنه تولى مرجعية كتائب القسام في الدورة الماضية وأحدث بعض الاستراتيجيات التطويرية في الأداء العسكري.
وكان له دور كبير في دعم ملف المصالحة الفلسطينية، وله علاقات جيدة مع كافة أطراف الحركة سواء كانت الدعوية أو الأمنية أو العسكرية وكذلك السياسية والإعلامية، فلا شك أن انتخاب السنوار قائدا للحركة بغزة سيحدث تطورا وحدثا نوعيا مهما وأن الضجة الإعلامية حول انتخابه مبررة باعتباره شخصية قوية تصنع الحدث في أي مكان وفي أي وقت. واستبعد أن يدفع السنوار القطاع والحركة باتجاه حرب مع الاحتلال كما يروج الإعلام العبري لذلك خاصةً وأنه من أصاغ معادلة التهدئة ولا يتوقع أن يعمل خارج هذه المعادلة إلا في حالة شن الاحتلال عدوان وكسر هذه المعادلة فسيكون لحماس سواء بوجود السنوار أو غيره قرار آخر.