قائمة الموقع

"الانتهازية" تحكم علاقات فتح بالدول الداعمة لغزة

2017-02-16T07:17:36+02:00
كاريكاتير الرسالة للرسام مجد الهسي
الرسالة نت- لميس الهمص

تكرر هجوم قيادات فتحاوية على قطر وغالبا ذلك الهجوم كان يتبع أي مساهمات منها لتخفيف تبعات الحصار عن الغزيين.

المتتبع لعلاقة فتح بقطر يجد أنها تتسم بالانتهازية، فتتحرك الأولى باتجاه الثانية كلما ضاقت أمامها الأبواب لاستجلاب الدعم وحصد الحلفاء، فيما تهاجمها حين يتعلق الأمر بتقديم مشاريع ومساعدات للقطاع.

ففي وقت ليس ببعيد وتحديدا أكتوبر 2016 لجأ رئيس السلطة محمود عباس لقطر حين لاحقته الرباعية الدولية، وفي سياق بحث عباس عن "حلفاء" جدد بعد شعوره بأن المصريين وغيرهم من العرب يدعمون القيادي المفصول من "فتح" محمد دحلان، لخلق "توازنات" في علاقاته للخلاص من ضغوط "الرباعية العربية" لترتيب البيت الفتحاوي والتصالح مع دحلان.

تلك الزيارة سبقتها دعوات متكررة من عزام الأحمد وغيره من القيادات لقطر لاستضافة جلسات المصالحة، والمساهمة في حل الخلافات الفلسطينية الداخلية، إلا أن عزام ذاته والذي زار قطر لمرات خرج وهاجم القطريين بدعوى استخدام قطر للمال لتعزيز الانقسام بين الفلسطينيين.

أزمة فتح مع قطر تنقسم إلى شقين الأول سياسي يتعلق باشتراط فتح أن تمر أي مساعدة لغزة عبرها لتكون شرعيتها حاضرة، ولتبقى بيدها كل أدوات الضغط وكذلك التنفيس عن غزة لتستخدمها وفق رؤيتها ومصالحها.

لذا يحاول رئيس السلطة تحريك أدواته لمهاجمة قطر وتركيا، في حين يلجأ هو لاستخدام السياسة "لتبيض وجهه" مع تلك الدول في تقاسم واضح للأدوار.

فيما يكمن الشق الثاني في المال. فتح تريد الاستفادة من الهبات المقدمة لغزة لتجتزئ منها الضرائب وتدخل في موازناتها الخاصة وتتصرف بها كيفما شاءت، خاصة إذا علمنا أن قطاع غزة وهو العنوان الابرز للمعاناة في الاراضي الفلسطينية، يعتبر الرافعة الاساسية لجلب المنح والمساعدات الخارجية للسلطة الفلسطينية لكن الاخيرة تدير ظهرها حيث تخلو موازناتها من أي مصاريف تطويرية لصالح القطاع وفقاً لما أظهرته التقارير الصادرة عن وزارة المالية.

وكانت حركة فتح قد أعربت عن استغرابها من سلوك بعض الأطراف الإقليمية التي تجاوزت من خلالها عن سابق إصرار السلطة الوطنية الفلسطينية، بما يعزز سلطة "الانقلاب" في قطاع غزة على حساب "الشرعية"، حسب زعمها.

وقالت الحركة في بيان لها، إننا نستغرب ما جاء على لسان السفير محمد العمادي لموقع "واللا" الإسرائيلي، حيث وجه من خلال هذا المنبر اتهامات للسلطة الوطنية بعدم التعاون في حل أزمة الكهرباء في قطاع غزة.

ورد مكتب إسماعيل هنية رئيس الوزراء السابق على ما اسماها بـ"الحملة الإعلامية" التي تشنها وسائل الاعلام التابعة لحركة "فتح" ضد السفير العمادي.

وقال طاهر النونو مسؤول الإعلام في مكتب هنية في تصريح له، إن "فتح تمارس العبث السياسي والمتاجرة بمعاناة شعبنا الفلسطيني والنيل من الدول العربية التي تقدم المساعدة والعون لأبناء شعبنا دون تمييز وتفتح ابوابها لكل ابناء شعبنا بما فيهم مسؤولي السلطة وحركة فتح بل ويقومون بزيارات مكوكية لها".

وتابع "تسعى أطراف من السلطة إلى تخريب هذه الجهود أملا منها في إدامة الحصار والمعاناة تماما كما اساءها فتح معبر رفح والجهود المصرية الكريمة للتخفيف من حصار غزة والعمل على انهاء معاناة أهلها".

وتحاول فتح استخدام العديد من الفزاعات بحق كل من يخفف من تبعات الحصار على غزة على اعتبار أن تلك الإجراءات تساهم في تعزيز الانقسام، وهي تجاوز للشرعية، ودعم لحماس لتحريض المجتمع الدولي والإقليمي ضد أي مساعدات تقدم لغزة.

ومن المؤكد أن أي انعكاسات إيجابية على غزة لا تصب في صالح السلطة فهي لا تخدم ما تروج له من أن الأوضاع في غزة لا يمكن أن تتحسن بسبب وجود حماس في القطاع، كما أن مشاريع إعادة الإعمار تسبب حرجا لها كونها هي التي لا تستثمر أي تمويل يصلها في مشاريع حيوية في الضفة الغربية بينما غزة المحاصرة التي تعرضت لثلاثة حروب متتالية استطاعت بناء عدد من المدن بدعم عدد من الدول وإن كان ذلك الدعم لا يضاهي حجم المساعدات التي تحصل عليها السلطة.

اخبار ذات صلة