الأمطار تقارع سكان جورة الصفطاوي بمعركة "كر وفر"

جورة الصفطاوي بغزة
جورة الصفطاوي بغزة

الرسالة نت -محمد شاهين

تلوي الأمطار يد البلدية  في منطقة جورة الصفطاوي بعد أن عجزت عن تجاوز الأزمة التي تسببها مياهها منذ عقود من الزمن، كونها تقبع في منطقة منخفضة تجعلها مصباً للمياه المتحركة في شوارع المنطقة.

حالة من الاستنفار يشهدها سكان "جورة الموت" –كما أطلق عليها نشطاء عبر مواقع التوصل- حين تبشر الأرصاد الجوية  بمنخفض جوي عميق وماطر، ليبدئوا بالبحث عن بيوت تأويهم إلى حين انتهاء الأمطار.

تهالك بيوت القابعين في "الجورة" والمشيدة من صفيح ممزق وحالة الفقر المدقع الذي يعانون منها، جعلتهم فريسة سهلة لغزو مياه السماء إلى فراشهم، ما فرض عليهم تكتيك "الكر والفر" مع مطر السماء.

مراسل الرسالة نت تجول بين "الشوارع المائية" في منطقة جورة الصفطاوي لينقل معاناة الأهالي الفقراء العاجزين أمام هذه المعاناة التي فاقت طاقتهم.

يقول المواطن  فلاح محمد  القاطن في الجورة " نعيش حياة بائسة بفصل الشتاء، لا نملك أمام هذه المياه إلا الاستسلام لها، بعد اشتداد الأمطار ما يجرني على بالهرب أنا وأسرتي إلى منازل الأقرباء إلى حين انتهاء المنخفض".

يضيف المعيل لخمسة أبناء "بعد المنخفض نبدأ بحملة تنشيف لأثاث المنزل التي تعفنت بفعل المياه، ونبقى نرقب الأرصاد الجوية إلى قدوم منخفض أخر لنعيد الكرة السابقة وهكذا نقضي فصل الشتاء الذي يحل ضيفاً ثقيلاً علينا ".

ويمضي الأربعيني بالقول " حالة من الإحباط تسود سكان المنطقة الراغبين بهجرتها، إلا أن الفقر المدقع يجبرهم على العيش فيها خوفاً من الوقوع تحت رحمة الإيجارات التي لا يستطيعوا تحمل أعبائها المالية".

ويوضح  صاحب البشرة السمراء أنهم ينتظروا وعود، الذين وعدوا مراراً وتكراراً بحل أزمتهم وتقديم المساعدات الازمة لهم الا أن الحلول أتت مؤخراً لجزءً من المتضررين وتركوا البقية.

وأعلن وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد محمد الحساينة  اليوم الخميس عن حل أزمة جزء من  أهالي جورة الصفطاوي القرعة الخامسة في جباليا، بعد 23 عاما من المعاناة.

وأكد الحساينة في مؤتمر صحفي بعد زيارة العائلات التي تسكن منطقة جورة الصفطاوي في جباليا، إنه تم تخصيص وحدات سكنية لهم في مشروع حي الهدى التركي في منطقة حجر الديك والذي ينفذ بتمويل تركي.

وتشكوا المواطنة أم أحمد التي تقطن "الجورة" من البرد القارس ومياه الأمطار التي تغزوا  منزلهم   المتواضع خلال فصل الشتاء، ما تسبب في إعياء أطفالها بشكل مستمر وتعيش اسرتها ظروف صحية سيئة.

وتبين ام احمد للرسالة نت أن المنطقة لا تصلح للعيش بفصلي الشتاء والصيف نتيجة الحرارة المرتفعة في المنطقة  وكثرة وجود الحشرات والبعوض الذي ينهش لحم صغارها، مطالبة بإزالة بركة المياه الكبيرة التي تتوسط  منازلهم .

وتوضح السيدة بعد أن تحسبنت على كل من يتسبب في معاناتهم، ان الفقر يحول دون خروجها من المنطقة أو حتى تشييد منزلها بشكلٍ يصلح للعيش.

وتمنت  في نهاية حديثها من المسؤولين بتقديم المساعدة الازمة لتأهيل بيتها لتخرج من الكابوس التي تعيش به رفقة زوجها وستة من أبناءها.

وكان نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي قد اطلقوا حملة لانقاد الأهالي الذين يقطنون جورة الصفطاوي، ما أجبر وزير الأشغال مفيد الحساينة على زيارة عدد من بيوت الفقراء هناك ووعد بتقديم حلول لازمة لهم.

 

البث المباشر