تفرض سلطات الاحتلال (الإسرائيلي)، سياساتها "الاستبدادية" على قطاع غزة، في محاولة منها لتدمير كافة مناحي الحياة، والتي طالت مؤخراً القطاع الحيواني، الذي يعتبر مصدراً مهماً في ازدهار الاقتصاد الغزي، وزيادة الحركة في الأسواق.
ومن ذلك، منع الاحتلال إدخال اللقاح المطلوب لعلاج المواشي المصابة بالحمى القلاعية، الأمر الذي أدى إلى تفشي المرض بين المواشي في جميع مزارع القطاع، وقتل العشرات منها (أبقار وأغنام)، وفق وزارة الزراعة في غزة.
وأكدت الوزارة على لسان نائب مدير عام الخدمات البيطرية فيها حسن عزام، في تصريح لـ "الرسالة نت"، أن الاحتلال لا يزال يمنع دخول اللقاح، ويسعى إلى تدمير القطاع الحيواني.
خسائر فادحة
وعلى إثر ذلك، فإن انتشار المرض في مختلف المزارع، كبّد أصحابها خسائر مالية ومادية فادحة، مؤكدين أن استمرار منع إدخال اللقاح يهدد القطاع الحيواني بأكمله في قطاع غزة.
ويشتكي أحمد نوفل أحد تجار المواشي وصاحب مزرعة أبقار، من منع ادخال اللقاح الخاص بالمرض، مما أدى إلى نفوق العديد من الأبقار في مزرعته، لافتاً إلى أن المرض أفقد الأبقار أوزانها.
وأكد نوفل في حديثه مع "الرسالة"، أن المرض أصاب جميع الأبقار في مزرعته، مشيراً إلى أنه يمتلك 850 عجلاً، فقد منها 20 حتى اللحظة، والعدد قابل للزيادة.
وأوضح أن تفشي المرض كبّده خسائر كبيرة، حيث يدفع يومياً عشرات آلاف الشواقل للأعلاف، وبعض الأدوية التي تخفف من حدته، مبيّناً أن القطاع الحيواني "مهدد وفي خطر شديد" ويعيش أسوأ مراحله في الوقت الراهن.
ويؤكد نوفل على ضرورة السماح بإدخال اللقاح لعلاج الأبقار، مطالباً في الوقت ذاته، وزارة الزراعة بضرورة التحرك العاجل، من أجل مساعدتهم في توفير الأدوية اللازمة لعلاجها، وتعويضهم بالخسائر التي لحقت بهم.
أما عبدالله النادي صاحب أحد مزارع المواشي في القطاع، الذي تكّبد خسائر فادحة كسابقه، حيث تفشى المرض بين جميع العجول الموجودة في مزرعته، والتي يصل عددها قرابة 100 عجل.
ويوضح النادي في حديث لـ "الرسالة نت"، أن المرض قتل قرابة 30 عجلاً، الأمر الذي خسّره مبالغ مالية ضخمة، دون أي تعويض يذكر.
ويطالب النادي كافة الجهات المسؤولة ووزارة الزراعة بغزة، بضرورة التدخل لإنقاذ العجول المتبقية في مزرعته، خاصة أن المزرعة هي مصدر الدخل الوحيد له.
ادعاء الاحتلال
بدوره، بيّن عزام أن الاحتلال يدعي وجود كمية لقاح محدودة، ويريد تحصين حيواناته بها، مضيفاً أن الادعاء مرفوض بسبب وجود اللقاح لدى الاحتلال طوال العام.
وقال عزام في تصريح لـ"الرسالة نت": "نأمل أن يتم توريد اللقاح من مصادر أخرى"، مبيناً أن نسبة إصابة الأبقار بالحمى القلاعية في تتزايد باطراد، وأن الإصابة تؤدي إلى خسائر كبيرة للمزارعين وتقلص إنتاج الحيوانات لمدة سنة كاملة.
يشار إلى أن وزارة الزراعة قامت بعدة إجراءات للتخفيف من آثار الحمى، منها عزل الأبقار المصابة داخل المزارع عن السليمة، بالإضافة إلى منع إقامة الأسواق اليومية المخصصة لبيع المواشي والتي تعقد في كل محافظة.
يذكر أن الحمى القلاعية مرض شديد العدوى وفتاك في بعض الأحيان، ويصيب الحيوانات المشقوقة الظلف مثل الخراف والماعز والأبقار والجاموس. ولا يشكل المرض خطرًا على الإنسان.
وتقول منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) إن فيروس الحمى القلاعية ينتقل عبر لعاب الحيوانات المريضة وينتشر بسهولة من خلال التبن أو الشاحنات أو الملابس الملوثة.