قائمة الموقع

مقال: الكيان الصهيوني وقيادة حماس الجديدة

2017-02-20T05:58:18+02:00
غسان الشامي
غسان مصطفى الشامي

 

تابع الكيان الصهيوني باهتمام نتائج انتخابات حركة المقاومة الإسلامية حماس والتي أفرزت قيادة جديدة يعتبرها الكيان من الصقور على رأسها القائد العسكري يحيى السنوار الأسير المحرر في صفقة الجندي شاليط في أكتوبر 2011م. وقد أحدثت هذه النتائج بالكيان هزة سياسية جديدة وقلق صهيوني في التعامل القادم مع حركة حماس التي تحمل لواء تدمير الكيان وبناء الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني من بحرها إلى نهرها. وقد انشغل المحللون والمراقبون الصهاينة في تحليل افرازات ونتائج انتخابات حماس الجديدة وتأثيرها على المرحلة القادمة؛ لاسيما أن الكيان الصهيوني هذه الأيام يتمادى في جرائمه ضد الإنسان والأرض الفلسطينية، ويواصل سياسات سرقة الأراضي وبناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية ويسعى إلى ضم الضفة الغربية إلى الكيان؛ هذه القضايا وغيرها تحملها المرحلة القادمة تحتم على الكيان التعامل بحذر شديد مع القيادة الحمساوية الجديدة. إن الكيان الصهيوني يعتبر أن ثلاثة من محرري صفقة شاليط هم على رأس الهرم في الحكم في قطاع غزة ويديرون ملفات هامة وحساسة وعلى رأسها الأمن والعسكر، لذا يحرص الكيان على الحذر في التعامل مع الكثير من القضايا التي تمس قطاع غزة في ظل الأوضاع السياسية السائدة. وقد أعلن القائم بأعمال رئيس الوزراء الصهيوني ( يوفال شتاينتس) عن مخاوفه من ما أسماه ( قسوة السنوار) مشددا على أن انتخاب يحيى السنوار قائدا لحماس في غزة أمرا خطيرا للغاية وهو يقرب وقت الحرب مع غزة، معتبرا أنه كلما تعززت مكانة السنوار، يزداد الخطر الكبير الذي يشكله على ((إسرائيل) ). وقد نشرت صحيفة نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية، تقريرا مطولا عن انتخاب القائد يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، محذرة من أن هذا الأمر يعتبر تغييرا كبيرا للأحداث بالنسبة للكيان الصهيوني، مؤكدة انه كان خبرًا سيئًا بالنسبة لحكومة الاحتلال. ويخشى الكيان الصهيوني من القائد السنوار خاصة أن هناك جنود صهاينة أسرى لدى كتائب القسام وقد تكون المهمة صعبة في الإفراج عنهم وتشدد كبير من قبل السنوار من أجل الزام الكيان بالشروط التي تفرضها القسام وهذا ما حذر منه المراسل الحربي لصيحفة يدعوت أحرونت ( روبن بن يشاي ) الذي قال أن وصول السنوار إلى هذا المنصب الهام يحبط أي فرص للهدنة ؛ لأنه قد يضع شروطا غير مقبولة في صفقة تبادل الأسرى، كما أن القيادة الحمساوية الجديدة ستسرع جهود التسليح والتدريب لمواجهة ((إسرائيل) ) في أي حرب قادمة. كما أكد المختص في الشؤون الاستراتيجية الصهيوني في الكيان ( كوبي ميخائيل) ان هناك حالة من القلق الكبيرة التي انتابت القيادة السياسية في الكيان بعد الإعلان عن القيادة الحمساوية الجديدة ويرأسها القائد العسكري السنوار، الأمر الذي يعد تعزيز لمكانة القيادات العسكرية داخل الحركة، وهذا الأمر الذي يقلق الكيان خاصة مع تواصل جهود كتائب القسام في تطوير قدراته العسكرية والاستعداد لأية مواجهة قادمة مع الكيان. إن الكيان الصهيوني يدرك جيدا معنى أي تصعيد إسرائيلي جديد مع غزة، وقد رد وزير الدفاع الصهيوني ليبرمان في تصريحات له حول اختيار السنوار قائلا " ليس لدينا أية خطط لعمل عسكري في الجنوب أو الشمال " الأمر الذي يؤكد على أن الخيارات الإسرائيلية القادمة مع القطاع ستكون محسوبة ودقيقة في ظل وجود الصقور في قيادة حركة حماس. إن قيادة حماس قديما وحديثا هي من الصقور وليست من الحمائم في مواجهة الكيان، هذا التنظيم الشامخ هو تنظيم جهادي عسكري وهدفه الأساسي تحرير أرض فلسطين من دنس المحتلين الصهاينة، ولم يحسب يوما على حركة حماس أنها هادنت الكيان أن غيرت من أفكارها تجاه الكيان الصهيوني، وترفض حماس على الدوم المهادنة أو التفاوض مع الكيان وتواصل تطوير قدراتها العسكرية للدفاع عن أرض فلسطين وتحريرها من دنس الغاصبين. إن الكيان الصهيوني يدرك جيدا المعادلة الجديدة ويدرك جيدا معنى الحرب على غزة، وخاصة أن تقارير الحرب الأخيرة عام 2014م تؤكد على الفشل الكبير للكيان في الحرب والاحباط واليأس للجنود الصهاينة، لذا فإن قرار الحرب على غزة قد يكلف الكيان الكثير في ظل القيادة الحمساوية الجديدة لذا سيحرص على عدم خوض أية مواجهة جديدة مع غزة وربما ستكون مواجهات قصيرة المدى ولا تمتد لحرب طويلة مع القطاع. إن القيادة الحمساوية الجديدة لا تختلف عن القيادة السابقة في المهام والمسؤوليات وتوجهات الحركة الأصيلة في الدفاع عن أرض فلسطين وعن شعب فلسطيني والحفاظ على الثوابت والحقوق الفلسطينية ومواجهة مخططات الاستيطان وسرقة الأرض الفلسطينية ومواجهة المخططات الصهيونية ضد القدس والمسجد الأقصى المبارك.

اخبار ذات صلة