أنجزت اللجنة المركزية لحركة فتح توزيع المهام بين أعضائها بعد تأخير لأكثر من شهرين، أرجعها البعض لخلافات بين الأعضاء، وعلى خلاف ما كان متوقعا جاء تنصيب محمود العالول كنائب لرئيس حركة فتح، خاصة وأنه لم يكن جزءا من الصراعات الدائرة على المنصب.
خارطة المهام التي جرى توزيعها بين 16 عضوا غالبيتهم من رجال المقاطعة كان قطاع غزة شبه غائب، فيما خلت القائمة من الشباب.
في قائمة المهام بدا لافتا الحضور الأمني للشخصيات المرشحة والذي يحمل دلالات في توازن العلاقة مع الاحتلال، كما حرص أبو مازن على اختيار شخصيات بعيدة عن خصمه دحلان. ويقدر محللون أن العالول سيكون شخصية انتقالية لا غير، وليس مؤهلا ليبقى، كونه لا يعد من الشخصيات القوية في القيادة الفلسطينية والتي باستطاعتها قيادة السلطة أو حركة فتح، ولا ينظر إليه على أنه يهدد مكانة الرئيس عباس ورحيله سيخلط الأوراق مجددا لأنه ليس من قيادات الأجهزة الأمنية، ولا يتمتع بثقل في الساحة الفتحاوية.
مقربون من حركة فتح قالوا لصحيفة يديعوت أحرنوت، أن رئيس السلطة لا يفضل الشخصيات القوية من حوله، لهذا السبب لم يرد انتخاب الرجوب كنائب له.
الكاتب والمحلل السياسي الدكتور حسام الدجني توقع وجود تأثير دولي وإقليمي على اختيار شخصية النائب، وربط الدجني بين زيارة مدير السي أي أيه لرام الله قبل ساعات من اجتماع اللجنة المركزية وبين اختيار الشخصية، مشيرا إلى أن المنصب مهم بالنسبة للإدارة الامريكية والاحتلال.
ويرى المحلل السياسي أن صفقة عقدت في مقر المقاطعة نتج عنها تعيين العالول لعام لتجاوز معضلة الأسير مروان البرغوثي ورفض المجتمع الدولي لوجوده، فكان العالول كحل وسط لخلفيته السياسية والعسكرية وبما أنه شخصية مقبولة فتحاويا.
وبحسب مراقبين فإن العالول شخصية توافقية بعيدة عن الصراعات داخل فتح وخارجها، ويمثل عنصر إيجابي على صعيد الصراعات الوطنية على الساحة.
وانتخب "العالول" عضوًا في اللجنة المركزية لـ 'فتح' في المؤتمر الحركي السادس عام 2009، وأصبح مفوض التعبئة والتنظيم للمحافظات الشمالية للضفة الغربية، وأعيد انتخابه في المؤتمر السابع نهاية العام الماضي، عضوا في اللجنة المركزية.
ويعتبر الدجني أن تعين العالول جاء لإغلاق الباب أمام شخصيات أخرى في حال غياب الرئيس كعزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي، ومحمد دحلان خصم أبو مازن.
لكن في المقابل يرى الدجني أن شخصية العالول أكثر مرونة تجاه دحلان من جبريل الرجوب لذا تم اختياره للحفاظ على خط رجعة في هذا الملف في حال استوجب الأمر ذلك.
وأمام الواقع الحالي لم ينتهِ الجدل داخل "فتح" بانتخاب محمود العالول نائبا لرئيس الحركة، فكل الترشيحات كانت تصب لمصلحة الأسير مروان البرغوثي لشغل هذا المنصب فتجاهل أبو مازن استطلاعات الرأي التي طالبت بوجوده، وكذلك نتائج المؤتمر السابع والذي حصل فيه على أعلى أصوات وتم تغييبه عن المشهد ولم يمنح دورا رمزيا لعدم إغضاب الاحتلال، وخشية خروجه الذي يشكل تهديدا لكل أعضاء اللجنة المركزية وليس رئيس السلطة فحسب.