نشرت صحيفة هآرتس العبرية، أهم نقاط خطتي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، والتي جرى نقاشها خلال قمة سرية عقدت في مدينة العقبة الأردنية في فبراير من العام الماضي.
وجمعت القمة بين نتنياهو، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني بالإضافة إلى كيري. وأجرت الصحيفة حوارات مع موظفين كبار في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو عرض خطة من خمس نقاط، عبارة عن مجموعة خطوات لبناء الثقة مع الجانب الفلسطيني مقابل قمة تجمعه بقادة السعودية ودول الخليج.
في المقابل، قدم كيري مبادرة سلام إقليمية تشمل اعترافا بالدولة اليهودية واستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، لكن نتنياهو تحفظ على المبادرة وادعى أنه لن يكون قادرا على حشد أغلبية تدعمها داخل ائتلافه.
وفيما يلي أهم نقاط خطتي نتنياهو وكيري:
خطة نتنياهو
1-المصادقة على بناء مكثف للفلسطينيين ودفع مبادرات اقتصادية في المنطقة "ج" في الضفة الغربية، التي يسيطر الاحتلال عليها أمنياً ومدنياً، ودفع مشاريع للبنى التحتية في قطاع غزة، وتوثيق التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية خاصة السماح بإدخال وسائل قتالية أخرى مطلوبة لأجهزة الأمن الفلسطينية.
2-نشر بيان رسمي يتم التطرق بشكل إيجابي من جانب حكومة الاحتلال لمبادرة السلام العربية عام 2002، من خلال الإعراب عن الاستعداد لإجراء مفاوضات مع الدول العربية حول بنود المبادرة.
3-دعم الدول العربية ومشاركتها الفاعلة في مؤتمر سلام إقليمي، بما في ذلك مشاركة ممثلين كبار من السعودية والإمارات المتحدة ودول سنية أخرى في القمة العلنية بمشاركة نتنياهو.
4-الاعتراف الأميركي العملي بالبناء في كتل المستوطنات الكبيرة التي لم يرسم نتنياهو حدودها بشكل واضح، مقابل تجميد البناء في المستوطنات المعزولة في الجانب الشرقي من الجدار الفاصل.
وكما تحدث نتنياهو عن التوصل إلى تفاهمات هادئة وغير رسمية حول الاعتراف بالبناء في الكتل وتجميد البناء خارجها.
5-الحصول على ضمانات من إدارة أوباما بصد خطوات معادية لـ(إسرائيل) في مؤسسات الأمم المتحدة، وفرض الفيتو على أي قرار يتعلق بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني في مجلس الأمن.
مبادرة كيري
1-حدود دولية مفتوحة ومعترف بها بين (إسرائيل) ودولة فلسطينية متواصلة على أساس حدود 1967 مع تبادل للأراضي.
2-تحقيق رؤية قرار الأمم المتحدة 181 (خطة التقسيم) بإقامة دولتين لشعبين -واحدة يهودية والثانية عربية-تعترفان ببعضهما وتمنحان المساواة في الحقوق لمواطنيهما.
3-حل عادل ومتفق عليه وواقعي لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، يتفق مع حل الدولتين للشعبين، ولا يؤثر على الطابع الأساسي لـ(إسرائيل).
4-حل متفق عليه للقدس كعاصمة للدولتين، ومعترف بها من قبل المجتمع الدولي، وضمان حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة بناء على الوضع الراهن.
5-توفير الاحتياجات الأمنية لـ(إسرائيل)، وضمان قدرتها على الدفاع عن نفسها بشكل ناجع، وضمان قدرة فلسطين على توفير الأمن لمواطنيها في دولة سيادية منزوعة السلاح.
6-إنهاء الصراع والمطالب، وتطبيع العلاقات وضمان الأمن الإقليمي للجميع بما يتفق مع رؤية مبادرة السلام العربية.
وكتبت هآرتس أن نتنياهو تحفظ خلال القمة على مبادرة كيري وامتنع عن الرد بالإيجاب عليها، قائلًا "إنه سيجد صعوبة في تجنيد الدعم لها داخل ائتلافه الحكومي".
وكان نتنياهو قد أكد -خلال اجتماع وزراء الليكود في الكنيست في فبراير/شباط 2017- أمر القمة السرية، وقال للوزراء إنه هو الذي بادر إلى عقدها قبل سنة في العقبة.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه في 31 يناير/كانون الثاني 2016، تحدث كيري مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس هاتفيا وأطلعه على محادثته مع نتنياهو في دافوس. وبعد موافقة نتنياهو على عقد القمة بدأ كيري التحضير لها، وقاد الخطوة مستشاره الشخصي فرانك ليفنشتاين.
وبعد محادثات سرية أجراها مع الإسرائيليين والأردنيين والمصريين، تم عقد القمة في 21 فبراير/شباط 2016 في العقبة، وتم الاتفاق على التكتم عليها وعدم قيام أي طرف بالنشر عنها.
وذكرت "هآرتس" أن رئيس السلطة محمود عباس لم يشارك في القمة لكنه كان يعرف عنها، وفي صباح 21 فبراير/شباط التقى بكيري في عمّان.
وأنهى كيري اجتماعه بعباس وسافر مع عدد من مستشاريه ومع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إلى العقبة، على متن مروحية عسكرية أردنية.
يذكر أن محادثات التسوية بين (إسرائيل) والسلطة الفلسطينية متوقفة منذ أبريل/ نيسان 2014.