قائمة الموقع

ترقب وحذر يسود "سوق الأنفاق"

2010-06-21T08:20:00+03:00

الرسالة نت - ديانا طبيل                 

منذ قرابة ثلاثة شهور سادت بين التجار الغزيين حالة من الترقب والحذر بعد انتشار أخبار بدخول بضائع عبر المعابر التي تسيطر عليها "إسرائيل"، بعد حالة من الارتياح عاشها المواطن الغزى بسبب الانخفاض في أسعار معظم البضائع التي وصلت لأرقام فلكية لعدة سنوات سابقة.

حالة الترقب والحذر تلك جاءت بعد أن تكبد التجار وأصحاب الأنفاق خسائر في بعض الأصناف التي دخلت بالفعل إلى القطاع، وعلى إثر ذلك اضطروا إلى تخفيض أسعار البضائع الأخرى خوفاً من دخول مثيلاتها "الإسرائيلية".

ترغيب المواطنين

محمد الطويل "40 عاما"  صاحب سوبر ماركت في منطقة الرمال يقول لـ" الرسالة نت ": منذ ثلاثة شهور ونحن نعيش حالة من الترقب الشديد لما ستؤول إليه الأوضاع خاصة وان المخازن التي نمتلكها مملوءة بالبضائع.

ويضيف: نقدم يوميا عروضا على السلع من اجل ترغيب المواطنين في الشراء، فعلى سبيل المثال كنا نبيع لتر المشروب الغازي المصري والمحلى بستة شواقل أما اليوم فنبيع العبوات الثلاثة بعشرة شواكل فقط ونتكبد خسائر تصل إلى عشرين شيكلا في كل صندوق.

ويتابع: على رغم أن "إسرائيل" أدخلت القليل من البضائع إلا إننا نتعامل بحذر شديد لان الأمور في منتهى الغموض ولا احد يمكن أن يتوقع ماذا يحدث ، مؤكدا أن حالة من السبات العميق تعيشها الأسواق وعلى الرغم من انخفاض الأسعار إلا أن ارتفاع كمية المعروض تجعل المواطن مترددا بالشراء تحسبا لانخفاض أكبر للأسعار.

بينما يعبر أنور المغربي " 25عاما " موزع بضائع عن استيائه الشديد من الوضع الحالي ، ويقول: قبل ثلاثة شهور كانت طلبية السوبر ماركت تصل إلى (2000) شيكل من الصنف الواحد أما اليوم فالطلبيات منخفضة جدا لا تتعدى المائتي شيكل في كافة السلع تكفي البقال ليومين لا أكثر خوفا من انخفاض الأسعار وبالتالي تكبد الخسائر.

ويتابع: أجوب القطاع من شماله إلى جنوبه كي أوزع للشركة التي اعمل لحسابها نصف ما كنت أوزعه في الأيام الماضية لكنى أعود ادراجي ولم أبع شيئا، فالكل خائف والشراء مجازفة لا يقبل عليها إلا قلة.

حالة تشبع

في حين يقول التاجر أبو عمار سعدة "56 عاما "أن الأسواق تعاني من حالة تشبع غير مسبوقة في العديد من السلع والبضائع المصرية، ما تسبب في انخفاض أسعارها إلى أن وصلت إلى مستويات غير مسبوقة ، ويضيف هذا الانخفاض الحاد في الأسعار تسبب في تراجع عمل الأنفاق وإغلاق بعضها بعد تراجع العائدات المادية التي كان يجنيها مالكو الأنفاق.

ويرجع أبو عمار حالة التشبع إلى كثرة الأنفاق، موضحاً أن آلاف الأطنان من السلع والبضائع اجتازت الحدود من الأنفاق خلال الفترة الماضية ، فمالكو الأنفاق يسارعون لجلب أية سلعة يظنون أنها تدر دخلا عليهم.

 وبين أن الفترة الحالية شهدت توجه غالبيتهم لتهريب الاسمنت وحديد البناء، ما تسبب في تدهور أسعار السلعتين بحيث أصبح طن الاسمنت يباع بنحو 650 شيكلاً بعد أن كان يصل ثمنه إلى نحو 1800 قبل نحو العام.

ولفت "أبو عمار" إلى أن العديد من الأنفاق أغلقت أبوابها وستضطر أخرى للإغلاق مستقبلا خاصة بعد إعلان "إسرائيل" نيتها إدخال سلع جديدة للقطاع من خلال المعابر، كالمياه الغازية والعصائر والشيبس والحلوى بمختلف أنواعها مؤكدا أن الأنفاق العاملة حالياً تكاد لا تغطي أجرة العمال وهامش ربح بسيط يقسم بين مالك النفق ونظيره المصري.

8 آلاف سيارة

في حين يقول المواطن " مصطفى نجم " 33 عاما " انه طاف جميع معارض السيارات داخل مدينة غزة من اجل بيع سيارته التي كانت تساوي قبل أربعة شهور ما قيمته 15 ألف دولار ، أما اليوم فإن التجار لا يدفعون أكثر من ثمانية آلاف دولار لان الغالبية العظمى من أصحاب متاجر السيارات يعيشون حالة من الترقب الشديد ويؤكدون أن "إسرائيل" ستدخل 8 آلاف سيارة في الأيام القادمة.

ويتابع: مرت الآن ثلاثة شهور على هذه الشائعة إلا أن عدم تنفيذها لم يغير شيئا في واقع حركة السوق ومنذ أربعة شهور يمكنني الجزم انه لم تبع داخل غزة سيارة واحدة .

أما عبد الرؤوف أبو سمك "54 عاما " تاجر سيارات فيقول : تجارة السيارات ضخمة والخسائر فيها لا يمكن تعويضها وقد تصل إلى عشرة آلاف دولار في السيارة الواحدة لذلك نتعامل بحذر شديد وترقب كبير لحركة المعابر.

ويضيف: قبل شهور قليلة كنا نتمنى أن يأتي إلينا احد المواطنين من اجل بيع سيارته لكننا منذ ثلاثة شهور لم نشتر اى سيارة ونحاول بيع ما لدينا من سيارات لأنه في حال دخلت سيارة واحدة من المعابر الإسرائيلية فإن أسعار السيارات ستصل للحضيض وسنتكبد خسائر فادحة.

وبنفس الآلية يعمل أبو شاكر عابد تاجر أجهزة كهربائية ، حيث يتخلص مما لديه من البضائع المصرية المكدسة التي اشتراها مطلع العام الحالي وبالتحديد بداية بناء الجدار الفولاذي خوفا من ارتفاع الأسعار مرة أخرى ، ويقول: اشترينا حينها بضائع بمبالغ طائلة لان المعطيات كانت تشير إلى تعطل عمل الأنفاق لكننا لم نضع في الحسبان أن تلاحقنا الإشاعات الإسرائيلية بإدخال البضائع .

متمنية دوام الحل

أما المواطن خالد رضوان " 30 عاما " بائع أدوات منزلية في سوق الزاوية بمدينة غزة فأكد أن الانخفاض الكبير لأسعار أدوات المطبخ كبده خسائر كبيرة، موضحاً أن أحداً لم يتخيل أن تباع "6 كاسات" شاي مهربة  بثلاثة شواكل بعد أن كان ثمنها 20 شيكلاً.

أما الموطنة أم علاء الحصري فعبرت عن سعادتها الشديدة لوصول الأسعار إلى هذا المستوى، متمنية دوام الحال، وتقول: اشتريت ثمانية عشرة كاسة شاي بعشرة شواكل، مسترجعة بذاكرتها الأيام التي كان يباع فيها طقم الكاسات المصرية بعشرين شيكلاً.

وتؤكد الحصرى أن هذه هي المرة الوحيدة منذ بدء الحصار التي يكون فيها المواطن أكثر راحة فعلى مدار سنوات الحصار الأربع كنا ندفع ضريبة الحصار أضعافا مضاعفة لأصحاب الأنفاق والتجار.

اخبار ذات صلة