اتهم القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، مساء الجمعة، أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة بشن حملة اعتقالات ضد أنصاره، خلال الساعات الماضية، محذرًا من "محاولة إشعال فتيل صراع فتحاوي- فتحاوي".
ودعا دحلان، في تصريح نشره عبر صفحته على "فيسوك"، لضرورة التحرك السياسي والوطني لوضع حد "لتلك المسلكيات المشبوهة قبل فوات الأوان".
وقال دحلان: "في خطوات تصعيدية جديدة تستهدف الحريات وتزيد من حدة القمع وانتهاك القانون، نفذت أجهزة محمود عباس خلال الساعات الماضية حملة أمنية من اعتقالات ومداهمات تستهدف قادة وشبابًا من مناضلي حركة فتح بذريعة مشاركتهم في لقاء شبابي عقد مؤخرًا".
وأضاف "ولا يخفى على أحد أن هذه الحملة الأمنية محاولة جديدة لإشعال فتيل صراع فتحاوي فتحاوي يخدم الاحتلال، ويدفع إلى المزيد من الضعف والتراجع في قوة ومكانة فتح، فضلًا عن كونها حملة مشبوهة تهدف كسر روح الأجيال الفتحاوية وسلب إرادتها الحرة بإشاعة اليأس والإحباط ودفع أجيالنا الجديدة إلى التسليم للأمر الواقع.
وتابع "كما أنها جريمة تترافق وتتزامن مع جريمة انتهاك حقوق وحصانة أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني عبر تقييد حريتهم وحقهم في التحرك والسفر".
وذكر دحلان أن "كل ذلك يجري تحت سمع وبصر المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الفلسطينية والعربية والدولية، وعبر توظيف واستخدام أجهزة ومؤسسات أمنية فلسطينية واجبها تنفيذ القانون بدلًا من انتهاكه، وحماية المواطنين وحقوقهم بدلًا من الاعتداء عليهم".
وأشار إلى أن "كل تلك الجرائم والانتهاكات تزيد من حدة الاحتقان الوطني والشعبي".
وتدور خلافات مستمرة بين عباس ودحلان، لم تقتصر على "الحرب الكلامية" وتبادل الاتهامات بين القيادات المؤيدة لكل منهما، بل انتقلت بقوة لساحات العمل الميداني ومواقع التواصل، فيما شهدت عدة مناسبات عراك بين أنصارهما.
ويعود خلاف الرجلين لسنوات رغم متانة العلاقة السابقة بينهما لسنوات طويلة، وقررت مركزية فتح التي يتزعمها عباس بيونيو 2011 فصل دحلان من عضويتها وتحويله إلى النائب العام بتهمة "الفساد المالي وقضايا قتل".
وجاء قرار الفصل بعد تشكيل لجنة من أعضاء اللجنة المركزية للتحقيق مع دحلان فيما يخص قضايا جنائية ومالية منسوبة إليه لجانب إطلاقه سلسلة تصريحات تضمنت هجومًا غير مسبوق ضد عباس وأبنائه.
وفشلت محاولات أجرتها "الرباعية العربية" (مصر والأردن والسعودية والإمارات) للضغط على عباس لإجراء مصالحة بينه وبين دحلان العام الماضي.