قائمة الموقع

مقال: بلفور: جريمة لازالت تقطر دما

2017-02-27T05:42:22+02:00
صورة للكاتب
مصطفى الصواف

بريطانيا المجرمة هي التي تسببت في كل ما يعانيه الشعب الفلسطيني من ويلات وجرائم ارتكبت بحقه سواء على أيدي البريطانيين زمن الاحتلال البريطاني لفلسطين(الانتداب) أو على أيدي من منحتهم بريطانية حقا في فلسطين وهم لا يستحقون هذا الحق لأنه منح ممن لا يملك الارض لمن لا يستحقها من يهود وفقا لوعد باطل أصدره بلفور عام 1917 يوم كان وزيرا للخارجية البريطانية.

اليوم بريطانيا المجرمة بدلا من الاعتذار على جريمتها بحق الفلسطينيين والعرب والمسلمين تدعو المجرم نتنياهو إليها للاحتفال بمرور مائة عام على وعد بلفور بدلا من تقديم الاعتذار على جرائمها المرتكبة بحق الانسانية لأنها السبب الاساس في المآسي التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، ولم تكتف بريطانيا بجريمة بلفور بل دعمت ورسخت أقدام الصهاينة من يهود ودعمتهم بكل ما تملك من قوة وسهلت لهم الهجرة إلى فلسطين، ولم يقتصر الأمر على الدعم بل قامت بقتل الفلسطينيين ووأد مقاومتهم ضد الغزو الصهيوني لفلسطين ونصبت المشانق وأعدمت رجالات فلسطين ممن قاوموا الغزو اليهودي والدعم البريطاني دفاعا عن حقوقهم وأرضهم.

مجرم يدعو مجرما للرقص معا على دماء شعب حي ينشد الحرية بكل عنجهية وصلف ودون اعتبار لجراحات وعذابات شعب يعشق الحرية ويعمل على تعديل ميزان الحق الذي اعطبته بريطانيا بوعدها المشئوم.

جريمة بريطانية لا تقل عن جريمة الصهاينة وهي جريمة لا تغتفر وسيدفع من تسبب بها الثمن ولو بعد حين، فالجرائم لا تسقط بالتقادم، وجريمة بريطانيا رغم مرور مائة عام عليها لم تثن الشعب الفلسطيني عن مقاومته وهو يسعى إلى تحرير الارض من نير الصهاينة وإعادتها إلى أهلها وأصحابها الشرعيين مهما طال الزمن، وسيدفع المجرم ثمن جريمته لأن مثلُنا قال وهو قول حق (لا يضيع حق وراءه مطالب).

سنبقى نطالب بريطانيا بالاعتذار وتصحيح الخطأ التاريخي ودفع ثمن جريمتها، أما الاحتلال فسيبقى سلاحنا له بالمرصاد وستبقى مقاومتنا مشتعلة مهما عمل المأجورون والمتخاذلون والمتآمرون الذين يريدون شرعنة هذا الاغتصاب للأرض وإعطاء شرعية للمغتصب، وسيبقى الشعب الفلسطيني بالمرصاد لكل مشاريع التصفية مهما كان ضعفنا ومهما كانت قوة المحتل ومن يسانده فالحق أقوى والتاريخ أكد مرات على هذه القاعدة.

بلفور وعد من لا يملك لمن لا يستحق، بلفور جريمة مازالت تقطر دما وبريطانيا تريد الاحتفال بها مع نتنياهو لمرور مائة عام؛ ولكن نقولها ودمنا ينزف سنلغي هذا الوعد الباطل وسنعيد حقوق شعبنا مهما طال الزمن، وسنقدم بريطانيا للمحاكمة على جريمتها لنقتص منها، وإن غدا لناظره قريب وسيكتب التاريخ أن الشعب الفلسطيني صاحب حق وبحقه انتصر وأبطل بلفور وما ترتب عليه واعاد حقوقه كاملة ولو بعد حين.

اخبار ذات صلة