قائد الطوفان قائد الطوفان

عقل: هناك مخطط لتصفية اللاجئين بأيدٍ فلسطينية

 مخطط لتصفية اللاجئين بأيدٍ فلسطينية
مخطط لتصفية اللاجئين بأيدٍ فلسطينية

الرسالة نت- محمود هنية

قال أبو شريف عقل المتحدث الإعلامي باسم عصبة الأنصار، أحد القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة بلبنان، إن هناك مؤامرة قائمة على تصفية قضية اللجوء ولكنها تنفذ بأيدٍ فلسطينية تجهل طبيعة المخاطر التي تحيق في المخيمات.

وأضاف عقل في حوار خاص بـ"الرسالة نت"، من بيروت، أن الاشتباكات التي تشهدها المخيمات بين الفينة والأخرى تبدأ لأتفه الأسباب، ثم تأخذ منحى خطيرًا من التصعيد، مبينًا وجود حالة من الانفلات لدى بعض العناصر في المخيم سواء من الفصائل المحسوبة على القوى الوطنية أو الإسلامية.

وأشار إلى أن مخيم عين الحلوة أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، بدأ يفرغ من سكانه بفعل توتر الحالة الأمنية التي يشهدها بين الفينة والأخرى، ومن يستطع من سكانه الخروج لا يدخر جهدًا لفعل ذلك.

ولفت إلى أن المخيم تضرر اقتصاديًا لدرجة كبيرة بعدما كان مزارًا لمناطق الجوار، مؤكدًا وجود خوف حقيقي على الوجود الفلسطيني في لبنان وعنوانه الأساسي المتمثل في المخيمات.

وقال إن الفصائل تبذل جهودًا جبارة للحفاظ على المخيم الذي يقطنه حوالي مئة ألف فلسطيني، مضيفًا "الأمن في المخيم واجب شرعي لأنه يحتوي على نساء وأطفال وشيوخ".

وحول الصراع بفعل التباينات الفتحاوية الداخلية، أوضح أن القيادات المعنية في الحركة لا يوجد لديها مشروع لتدمير عين الحلوة أو تهجير أهله بسبب هذه الاشتباكات، مشيرًا إلى أن تعدد ولاءات أعضاء التنظيم أوجد حالة من الخلاف داخل المخيم.

وأضاف "المشكلة الأساسية داخل المخيم تكمن في تعدد ولاءات عناصره المسلحة، وهو ما يوجد التصادم بشكل أساسي". ونبه إلى أن الخطورة تتمثل في الاشتباكات بأنها بدأت تأخذ الطابع العائلي، وتعمل الفصائل لسحب المسلحين من الإسلاميين والوطنيين من هذه المناطق لوقف هذه المواجهات.

وأكدّ في ضوء العقلية الراهنة لا يوجد بارقة أمل حول إمكانية حسم هذه الاشتباكات بشكل جذري، لا سيما أن الأصابع التي تعبث في المخيمات كثيرة، مستدركًا "لكن لا يوجد في المخيمات سلاح يمكن أن تؤدي إلى تدميرها".

وعصبة الأنصار هي جزء من القوى الإسلامية التي تضم حركتي حماس والجهاد الإسلامي، إضافة إلى الحركة الإسلامية المجاهدة".

وفي غضون ذلك، شدد عقل على أن العصبة ليست جزءًا من أي تفكير متطرف، ونفى بشدة وجود تنظيم داعش داخل المخيمات. وأضاف "هناك أناس يتعاطفون مع الفكر لكنهم لا يمثلون حالة ولا تنظيم"، مشيرًا إلى وجود تضخيم للأحداث من وسائل إعلام لبنانية تسعى إلى تسليط الأضواء على المخيم في كل كبيرة وصغيرة.

وقال إنه منذ انطلاق ما يعرف بـ"الربيع الربيع" لم يخرج من المخيم أي عمل يضر بالجوار اللبناني رغم البراكين التي تغلي في مناطق الجوار. وأضاف "كنا الشعب الوحيد الذي نأى بنفسه عن هذا الحريق والبركان".

وأشار إلى وجود تواصل مستمر بين القوى الفلسطينية والأطراف اللبنانية الرسمية والفصائلية، بما فيها الجيش اللبناني وحزب الله وأمل". ونوه إلى أن عملية التنسيق تجري على قاعدة الحفاظ على أمن المخيم والجوار، والعلاقة قائمة على أساس دعم القضية الفلسطينية.

ونبه إلى أن الدولة اللبنانية لا تزال تتعامل مع المخيمات بالمنظور الأمني، مشددًا على أن المخيمات بحاجة إلى مقاربة شاملة في إنهاء أزمات المخيمات، قائمة على أساس الحل الإنساني بتوفير الحقوق المدنية والاجتماعية للاجئين.

ولفت إلى حرمان الفلسطيني من ممارسة حوالي 70 مهنة داخل مخيمات اللجوء في لبنان، وتهدر كرامته على حواجز الجيش اللبناني وكلها مسائل يصبر عليها الفلسطيني ويعض على الجراح لتجاوزها.

وتعليقًا على تحريض حركة فتح ضد مخيمات اللجوء، أكدّ أن الوضع في مخيمات اللجوء مختلف عما جرى في نهر البارد، حيث كان هناك عدد من الأغراب المسلحين في المخيم. وأشار إلى أن عدد الفلسطينيين من بين هؤلاء المسلحين كان الأقل، ولذلك جرى الصدام معهم.

وأكدّ أن عين الحلوة يختلف تمامًا ولن يلقى مصير نهر البارد، لعدم وجود أغراب فيه من الجنسيات المختلفة، ولا يسمح أن يكون فيه أحد من هؤلاء "ونرفض هذه التصريحات لأننا لن نسمح للمخيم أن يلقى مصير نهر البارد". ونوه إلى أن هذه التصريحات مدانة لأنها تستبيح الدم الفلسطيني في لبنان.

ويشكل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ما نسبته 10% من مجموع اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأونروا، وحوالي 11% من مجموع سكان لبنان.

ويقيم أكثر من نصف اللاجئين في 12 مخيمًا منظمًا ومعترفًا به لدى الأونروا هي: نهر البارد، البداوي، برج البراجنة، ضبية، مار الياس، عين الحلوة، الرشيدية، برج الشمالي، البص، شاتيلا، ويفل (الجليل)، المية مية.

ويقيم باقي اللاجئين في المدن والقرى اللبنانية إضافة إلى تجمعات سكنية جديدة نشأت بسبب تطورات الأوضاع في لبنان. ومن أهم هذه التجمعات غير المعترف بها من قبل الأونروا: المعشوق، جبل البحر، شبريحا، القاسمية، البرغلية، الواسطة، العيتانية، أبو الأسود، عدلون الغازية، الناعمة، سعد نايل، ثعلبايا وغيرها.

وكانت الأونروا تشرف على 16 مخيمًا رسميًا، دمرت منها ثلاثة أثناء سنوات الحرب وتحديدًا منذ عام 1974 وحتى عام 1976 ولم تتم إعادة بنائها من جديد وهي: مخيم النبطية في جنوب لبنان، ومخيما دكوانة (تل الزعتر) وجسر الباشا في بيروت. وهناك مخيم رابع هو مخيم جرود في بعلبك تم إجلاء أهله منه ونقلهم إلى مخيم الرشيدية في منطقة صور.

البث المباشر