ألحق الروائي السعودي محمد حسن علوان "الشيخ الأكبر" محي الدين ابن عربي بكل من جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي، اللذين استعادت الروائية التركية إليف شافاق سيرتهما روائيا في عملها الشهير "قواعد العشق الأربعون".
وفي روايته "موت صغير"، التي اختيرت بالقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2017(البوكر) إلى جانب خمس روايات أخرى، لا يكتفي علوان بحكايات وآثار الصوفي الأكبر وصاحب "الفتوحات المكية"، ولكنه يقتحم إنسانه مقدما إياه في أكثر لحظات ضعفه الإنساني، وأرق لحظات عشقه الأرضي.
وتغوص الرواية في حياته العاطفية باختطاف قلبه بعد أن وقع في العشق، وحيرته الإيمانية بحثا عن ذلك اليقين المطلق، وابن عربي هو محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي (1164-1240م ) ولد في الأندلس وتوفي في دمشق، واشتهر بلقب "الشيخ الأكبر".
وقد اختطف علوان "الشيخ الأكبر" إلى عالمه الروائي الرومانسي المفعم بالمشاعر، إذ قدم من قبل أربع روايات تتعرض لعلاقات حب بين الرجل والمرأة، بينها "صوفيا"، و"طوق الطهارة".
يقودنا الراوي في "موت صغير" عبر مسارين فيحكي تاريخ انتقال مخطوطة تقص سيرة ابن عربي منذ عام 610 هجرية وحتى اكتشافها عام 1433 هجرية، وفي المستوي الثاني تأتي سيرة ابن عربي منذ لحظة ميلاده حتي وفاته مستعرضا الصعاب التي لاقاها منذ ولادته في الأندلس وحتي وصوله إلى مكة مرورا بدمشق.
ويستعرض الكاتب كيف استقر ابن عربي في مكة المكرمة وأنجز مؤلفه الأهم "الفتوحات المكية"، وظن أنه سيهدأ ويقر عينا بما أنجز، لكنه يلتقي "نظام" ابنة شيخه "زاهر الأصفهاني" فيغرم بها ويكتب عنها ديوانه "ترجمان الأشواق".
غير أن العاشق يُفاجأ برفضها، ليكتشف أنها كانت وتدا من أوتاد الأرض الأربعة، طبقا للفهم الصوفي، وبالتالي فدورها تثبيت الإيمان والدين في قلوب من يهديهم الله، وفق المتصوفة الذين يعتقدون في وجود القطب الأكبر أو "الغوث" لإدارة شؤون الأرض وتحته أربعة أوتاد يساعدونه، ما جعله على يقين باستحالة ارتباطهما.
وتنتهي حياة "الشيخ الأكبر" عجوزا متهالكا يعمل أجيرا في بستان باحثا عن قوت يومه حتي يموت.
أصدر علوان (38 عاما) خمس روايات هي "سقف الكفاية" (2002)، "صوفيا" (2004)، "طوق الطهارة" (2007)، "القندس" (2011)، إضافة إلى "موت صغير" (2016)، وله كتاب واحد "الرحيل نظرياته والعوامل المؤثرة فيه" (2014).
واختير علوان عام 2010 ضمن أفضل 39 كاتبا عربيا تحت سن الأربعين، كما فازت النسخة الفرنسية من روايته "القندس" بجائزة معهد العالم العربي في باريس عام 2015، كأفضل رواية عربية مترجمة للفرنسية.
ورشح علوان في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2013 عن روايته "القندس"، وشارك في الندوة الأولى "ورشة إبداع" التي أقامتها الجائزة عام 2009 وأشرف على ندوة العام 2016.