قائمة الموقع

مقال: المعلومة كلمة السر في المعركة القادمة

2017-03-06T06:16:06+02:00
​مصطفى الصواف

بغض النظر عن نوايا الاحتلال من تصريحات قياداته العسكرية والسياسية حول تهديداته لقطاع غزة سواء كانت حقيقة أو ابتزازية في ظل الصراع الداخلي بين الاحزاب المختلفة في ظل الازمة السياسية والعسكرية الامنية التي احدثها تقرير الدولة، فطبيعة يهود القتل والتدمير والتخريب، والعدوان على غزة هو أمر متوقع في أي وقت كون قرار العدوان متخذ وجاهز وينتظر الظرف المناسب لتنفيذه علينا أن نكون على جاهزية تامة.

كثير من المراقبين يرون أن تصريحات الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام بأن المقاومة سترد على أي اعتداء من قبل قوات الاحتلال على قطاع غزة، بمعنى صاروخ يقابله صاروخ وقذيفة يقابلها قذيفة هو تأكيد بشكل غير مباشر على جاهزية كتائب القسام والمقاومة لمواجهة أي عدوان محتمل على قطاع غزة.

جاهزية كتائب القسام لصد أي عدوان مسألة حتمية يجب أن تكون، والجاهزية لا تعني التوقف عن الاعداد وتطوير القدرات في انتظار العدوان المقبل، ولكن الجاهزية تعني الاستعداد التام للمواجهة لو فرضت على قطاع غزة من قبل الاحتلال في أي وقت يرى فيه الاحتلال مصلحة له يمكن أن تتحقق من العدوان عندها لن يتردد الاحتلال من تنفيذ عدوانه.

حرب المعلومات جزء مهم من المعركة وربما تقرير مراقب الدولة ارجع التقصير والفشل الذي كانت عليه قوات الاحتلال يعود في الأساس الى نقص في المعلومات الاستخبارية والمخابراتية لدى الاحتلال والتي ادت إلى قصور في معرفة امكانيات المقاومة والكشف عن أدواتها وجهل في طبيعة الانفاق ونوعيتها وإمكانياته سواء الهجومية او الدفاعية، الاحتلال لم يكن يعلم طبيعة التركيبة للقسام البشرية وقدراتها سواء البحرية أو قوات الانزال خلف الخطوط وغيرها من القضايا التي شكلت مفاجأة للاحتلال خلال المعركة وكانت سببا في ما قاله يعلون وزير الحرب خلال عدوان 2014 أن هذه المعركة اوقعت عددا كبيرا من القتلة في صفوف قوات الاحتلال.

أجادت كتائب القسام والمقاومة تضليل العدو وحرمته من الوصول الى المعلومات الحقيقية والكبيرة التي تمكنه من وضع الخطط، وتوقع ما تخطط له المقاومة، فالإمكانيات العسكرية وحدها ليست كافة لتحقيق التفوق في المعركة؛ ولكن معرفة ما لدى المقاومة من إمكانيات وتطورات سواء من ناحية العتاد والتجهيز والأفراد يجعل القدرة على تحقيق التفوق والنصر مسألة مشكوك فيها، وهذا ما حدث في عدوان 2014، كل ما استطاع العدو أن يفعله هو مزيد من الارهاب والقتل والتدمير في صفوف المدنيين، أما في صفوف المقاومة فالنتائج كانت متواضعة بالقياس بين قوتين غير متكافئتين، وهذا في حد ذاته اخفاق ونصر للمقاومة رغم حجم الخسارة في صفوف المدنيين والبنية التحتية.

هذا الامر يتطلب من المقاومة أن تكون على جاهزية تامة في أي وقت يفكر فيه الاحتلال القيام بعدوان، وإلى جانب الجاهزية تحتاج المقاومة الى تعمية العدو وحرمانه من الحصول على أي معلومة عن المقاومة وحجمها وخططها وإمكانياتها، فحرب المعلومات جزء مهم من المعركة بل يعد من أهم الاجزاء، إلى جانب الاعلام، وقبل كل ذلك تحصين الجبهة الداخلية لأنها الحامي الحقيقي للمقاومة، وهذا يحتاج إلى المصارحة والمكاشفة مع الجبهة الداخلية بما تسمح به الظروف بما لا يكشف أي معلومة يمكن أن يستفيد منها العدو، ونقطة أخيرة على المقاومة أن تعمل على قطع ألسنة بعض عناصرها من فلاسفة شبكات التواصل الاجتماعي والتعميم على الجميع عدم الحديث بأي شيء حتى لو كان معلوما للجميع، لأن المعلوم للجميع هو موضع شك وقد يكون للتضليل؛ ولكن عندما يتحدث شخص من الجهاز العسكري بأي معلومة تصبح يقين عند العدو لأنها من مصدر حقيقة له علاقة بالمقاومة.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00