فجر اليوم الاثنين، وفي مدينة رام الله، وسط الضفة المحتلة، ارتقى الشهيد باسل الأعرج "33 عاما"، بعد اشتباك مسلح مع قوة اسرائيلية خاصة اقتحمت منزلا مهجورا كان يتحصن به، ليطوي باستشهاده مسيرة مطاردة امتدت لنحو 7 شهور، بعد إطلاق سراحه من سجون مخابرات السلطة.
الأعرج، وهو من قرية الولجة ببيت لحم، حامل لشهادة الصيدلة من جمهورية مصر، وكان يعمل كباحث في التاريخ الفلسطيني الشفوي، وله اهتماماته بالتاريخ والفلسفة، وكان يعقد ندوات ثقافية ومناقشة أبحاث وكتب.
قبل نحو عام، وتحديدا في 30 آذار الماضي، أُعلن عن فقدان آثار باسل الأعرج، مع شابين آخرين هما محمد حرب وهيثم السياج، ليُعلن في وقت لاحق، وتحديدًا في 9 نيسان 2016 أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة اعتقلتهم في قرية عارورة شمال رام الله، بعد اعتقال 3 آخرين والتحقيق معهم، ليتعرض الشبان الستة منذ اعتقالهم لتحقيق قاس من عناصر جهاز المخابرات، الذين تناوبوا على التنكيل بهم، وتعذيبهم خلال التحقيق.
واتُّهِم الشبان المعتقلون حينها بالنية والإعداد لتنفيذ عمليات فدائية ضد قوات الاحتلال. واستمرت عملية توقيف الشبان الستة 5 شهور دون محاكمة، خاضوا خلالها الإضراب عن الطعام لمدة شهر، قبل أن يتم نقلهم إلى سجن أريحا، ويتعرضوا هناك لتعذيب شديد.
وفي التاسع من ايلول، قرر امن السلطة الافراج عن الشبان، ومن بينهم الأعرج، على إثر ضغوطات شعبية وحقوقية، ليعتقل الاحتلال، بعد ذلك بأسابيع، أصدقاء الأعرج، ويغدو هو مطاردا، حيث اقتحم الاحتلال منزل عائلته مرات عدة، وسلمه بلاغات لتسليم نفسه.
والشهيد باسل معروف بثقافته الواسعة، وحفظه لتاريخ فلسطين عن ظهر قلب، ولديه العديد من الدراسات والأبحاث المميزة في مجال الثورة الفلسطينية، وهو أحد الشباب الناشطين والبارزين في مدينته، وكان دائم الحضور في كل المناسبات الوطنية والثقافية والتاريخية.