قالت عائلة الأعرج إنها توقعت استشهاد ابنها باسل 33 عامًا منذ أن تم اعتقاله على يد أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في 30 آذار من العام الماضي.
وأفاد سعيد شقيق الشهيد خلال حديثه لـ"الرسالة نت"، الإثنين، أن باسل سجل على قوائم الملاحقة لدى الاحتلال منذ أن اعتقلته السلطة، مشيرا إلى أن أضرب عن الطعام آنذاك؛ لتعرضه لتعذيب شديد طيلة الأيام العشرة التي قضاها في سجن المخابرات.
وأكد أنه خلال زيارة باسل في سجن أمن السلطة كانت أسئلتنا تتلخص في الأوضاع الاجتماعية للعائلة، فيما منع حضور ضابط من جهاز المخابرات في ذات الغرفة أن نتحدث في التهم الموجهة إليه.
وقال "إن قصة حياة شقيقي باسل تروي في معركة الليلة عندما واجه قوات كبيرة وخاصة لدولة الاحتلال الإسرائيلي بمفرده ولمدة ساعتين، ولم يستطيعوا النيل منه إلا بعد انتهاء الذخيرة التي كانت بحوزته".
وشدد على أن حادثة استشهاد باسل تدفع الكل الفلسطيني إلى التوسع في مستوى التفكير كالذي كان يملكه الشهيد في مواجهة الاحتلال (الإسرائيلي) وأذنابه.
وأشار إلى أن محاكم السلطة كانت تؤجل جلسات محاكمة باسل خلال فترة مطاردته دون توجيه لائحة اتهام، مؤكدا أن الجميع يعي أن التهمة الوحيدة لباسل هي مقاومة الاحتلال.
ونبّه بأنه بعد خروج باسل من سجن السلطة، أصبح مطاردا لقوات الاحتلال الإسرائيلي لمدة 6 شهور كاملة انقطع خلالها التواصل معه، مشيرا إلى أن سبب الانقطاع "لأنه اختار هذا الطريقة لعدم أن يكون صيدًا سهلًا لقوات الاحتلال".
وفي رده على سؤال حول رفض العائلة لمقابلة بعض وسائل الإعلام، أجاب سعيد: "أخي باسل خاض معركة طويلة لمدة سنة مع السلطة والاحتلال، إلا أن هذه الوسائل لم تكن حاضرة وخاصة في مرحلة إضرابه عن الطعام في سجن المخابرات".
وقال: "تفاجأنا بعد سماعنا نبأ استشهاد اخي باسل، بزيارة القنوات لمنزلنا، لكن موقفها السابق من مطاردة باسل منعنا من التعامل معها"، مؤكدًا أن سياسة تلك الوسائل التي تم منعها لا تناسب بتاتًا مع فكر باسل.
وأشار إلى أن الوصية الوحيدة للشهيد باسل تركها في المكان الذي قاوم فيه الاحتلال لمدة ساعتين إلى أن نال ما يتمنى باستشهاده، مشيرا إلى أنهم عرفوا بأن باسل كان المستهدف في المنزل من خلال الوصية التي وجدها المواطنين الذين دخلوا المكان بعد انسحاب قوات الاحتلال منه.
وارتقى الشهيد باسل الأعرج "بعد اشتباك مسلح مع قوة اسرائيلية خاصة اقتحمت منزلا مهجورا كان يتحصن به، ليطوي باستشهاده مسيرة مطاردة امتدت لنحو 6 شهور، بعد إطلاق سراحه من سجون مخابرات السلطة".
الأعرج، وهو من قرية الولجة ببيت لحم، حامل لشهادة الصيدلة من جمهورية مصر، وكان يعمل كباحث في التاريخ الفلسطيني الشفوي، وله اهتماماته بالتاريخ والفلسفة، وكان يعقد ندوات ثقافية ومناقشة أبحاث وكتب.