قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: أطلال امرأة

أطلال امرأة
أطلال امرأة

بقلم : وسام عفيفة

كتب نزار قباني في نثريته" البنادق .. والعيون السود": مضى عهد يا صديقتي كانت المرأة فيه دمية مطاط في يد الرجل يضغطها فتغني، ويزجرها فتسكت.

يبدو ان شاعر المرأة كان متفائلا، وربما توصيف دمية أرحم لها من معطيات القرن الـ 21 التي أعادت إنتاج عبوديتها وتجارتها في عهد الديجتال والحروب الأهلية. فيما تحول شعار تحرير المرأة الى خدعة استدرجتها كي تصبح أرخص سلعة وأسهل أداة تجارية ترويجية.

إطلالة سريعة على بعض الأرقام، تكشف بعض جوانب إعادة تدوير المرأة للقيام بمهامها الجديدة، فوفقاً للإحصائيات فإنّ واحدة من كل خمس نساء كوريات قامت بعملية تجميل واحدة على الأقل وهو رقم أعلى بـ 4 مرات مقارنة بالنسوة الأمريكيات، فيما تكشف البيانات عن تزايد الطلب على مستحضرات التجميل حيث يتم انتاج 60 أحمر شفاه كل ثانية.

وعن العبودية وتجارة الرقيق، فتشير بعض الإحصائيات إلى تهريب أكثر من 50 ألف طفل وامرأة إلى خارج بنغلادش سنوياً معظمهم تم الإتجار بهم إلى الهند وبعض بلدان الشرق الأوسط.

أما عربيا وعلى سبيل المثال لا الحصر يوجد في المغرب ما لا يقل عن ٧٣٣٣ عاهرة في العاصمة وأغلبهن مطلقات أو أرامل أو منقطعات عن الدراسة الإعدادية. أما تونس فتعتبر البلد العربي الوحيد الذي يسمح مزاولة تجارة الجنس في بيوت مغلقة رغم محاصر هذه المهنة بعد ثورة الياسمين.

وها هي المرأة العراقية والسورية تدفع ثمن الحروب من عزتها وتقف الغربان على أطلال كرامتها، بينما تدافع الفلسطينية عن الأقصى وحدها برباطها على أسوار القدس.

فهل أنصفهن يوم الثامن من مارس/آذار؟، وهل يتذكرن المناسبات الأخرى مثل: 6 فبراير... اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقاً إزاء تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى،11 فبراير.. اليوم الدولي للمرأة في مجال العلوم، 23 يونيو.. اليوم الدولي للأرامل، 15 أكتوبر.. اليوم الدولي للمرأة الريفية، 25 نوفمبر... اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة؟.

بعد كل هذه المناسبات قال قباني في احدى نثرياته: خمسين سنة حملت المرأة على أكتافي وقاتلت من أجلها وفي سبيل قضيتها لكنها في عز المعركة تركتني وذهبت إلى الكوافير.

البث المباشر