قائمة الموقع

المقدسية أم كامل: الاحتلال يتبع إجراءات ممنهجة لإذلال نساء القدس

2017-03-09T07:07:06+02:00
الحاجة فوزية الكرد
الرسالة نت-لميس الهمص

يبرز دور المرأة المقدسية في الدفاع عن مدينة القدس والمسجد الأقصى في ظل اشتداد الهجمة المسعورة من قبل الاحتلال عليها، حيث تشكل خط دفاع أول بجوار الرجل للتصدي لمحاولات اقتحام الأقصى وتهوديه.

وبالتزامن مع يوم المرأة العالمي تواجه المقدسية صنوفا من الإذلال النفسي والجسدي والاجتماعي من قبل جنود الاحتلال في محاولات لإفراغ المدينة من سكانها الأصليين.

قصة الحاجة فوزية الكرد أم كامل تختصر فصول معاناة كثيرين من أمثالها الذين صادرت "إسرائيل" منازلهم شرق القدس، وابعدتهم عن المسجد الأقصى إلا أن تلك الإجراءات لم تثنها عن الصمود والبقاء والنضال ولو عن طريق وجودها في خيمة نصبتها قبل سنوات لمواجهة هدم منزلها.

قد نسمع عن سقوط المسجد القبلي في أي لحظة بسبب الأنفاق

"الرسالة" حاورت الستينية أم كامل والتي مُنحت وسام القدس عام 2008 من الهيئة الإعلامية العالمية للدفاع عن القدس للحديث عن دور المرأة المقدسية في الصمود والدفاع عن حرمة الأرض والمقدسات.

خط المواجهة الأول

وتقف المقدسيات على خط المواجهة الأول مع الاحتلال، فلهن النصيب الأكبر من الانتهاكات والاعتداءات المباشرة، حيث تقول أم كامل: "إن معاناتها بدأت مع الاحتلال منذ عام 1948 بتشريدها من حي الطالبية في القدس الغربية، وازدادت المعاناة عام 1999 عندما احتل المستوطنون بيتها وبدأوا بمضايقتها لتركه على مدى تسع سنوات كاملة مستخدمين كل ما بجعبتهم من وسائل الترهيب والترغيب".

وتضيف: "القدس بدها مين يلحقها الآن"، حيث أن "إسرائيل" تعمد إلى استثمار الوقت لإتمام عملية تهويد المدينة بالكامل. وتذكر الكرد أن المرأة المقدسية مضطهدة وتعاني في ظل الحديث عن حقوق المرأة ويومها، مشيرة إلى أنها تعاني من الإذلال على يد الاحتلال ولا تحصل على أي من حقوقها.

وأوضحت أن المقدسية تجاهد خارج وداخل المنزل بسبب الاحتلال الذي يحاول بكافة الوسائل اذلالها بغلاء المعيشة والضرائب والغرامات وهدم للمنازل ضمن سياسة ممنهجة لتدمير المقدسي.

الاحتلال يفرغ الأقصى من المرابطات بالإبعاد وفرض الغرامات

وأشارت أم كامل التي تحولت إلى رمز للصمود في القدس المحتلة التي ولدت وترعرت في كنفها، إلى أن جرائم الاحتلال وممارساته بحق البشر والحجر في القدس تساهم في نشر الكراهية والحقد.

وتقول "للرسالة": تخيلي موقف الشباب حين يجبر على خلع ملابسه في الشارع، وكذلك حين تهان المقدسية وقت محاولتها الدخول للمسجد الأقصى وتصادر هويتها وتسحب من شعرها"، مشيرة إلى أن المقدسي محروم من العبادة.

خلق حالة رعب

وتعتبر الكرد أن مجرد وجودهن في الأقصى يخلق حالة من الرعب لدى الاحتلال الذي يمضي بسياسته، قائلة: "إن لم نتحرك جميعا سنضيع الأقصى بالكامل".

ويشار إلى أن الاحتلال اعتقل العديد من المرابطات وأبعدهن عن الأقصى لفترات متفاوتة إلى أن أصدرت قوات الاحتلال قائمة بأسماء 55 مرابطة، وقرر منعهن من الدخول إلى المسجد لأجل غير مسمى بحجة أنهن يشكلن خطرًا على المقتحمين الصهاينة.

وتوضح أم كامل أن رواد الأقصى ممنوعين حاليا من زيارته، فمعظم النساء اللواتي كن يرتدن المسجد بشكل يومي في الأعوام السابقة أصبحوا الآن ممنوعين من الوصول إليه؛ إما بقرارات عسكرية من المخابرات الصهيونية أو المحاكم.

وتقول "أصبح المسجد مفرغا من أحبته ورواده؛ لا مصاطب، لا رواد علم، ولا مرابطات، ولا مرابطين، حتى إن رواد المسجد العاديين يتعرضون لتشديد كبير".

وفي ظل الوضع الراهن تبين الكرد أن المرأة المقدسية تدافع بالوجود والقلم والكلمة، مبينة أن المرابطات عانين من الترحيل والغرامات والحرمان من العلاج.

الجريمة والمخدرات التحدي الأصعب أمام الأمهات المقدسيات

"وضع الأقصى محزن" هكذا تصف الكرد حاله، لافتة إلى أن المستوطنين يتجولون في كل جنباته بينما العرب ممنوعون ويُمارس بحقهم صنوف من الإذلال بهدف إقامة الهيكل المزعوم.

بغصةٍ، ظهرت في صوت الحاجة أم كامل تابعت القول: "قد نسمع عن سقوط المسجد القبلي في أي لحظة بسبب كم الأنفاق الموجودة أسفله، كما أن الاحتلال يسعى جاهدا للتقسيم الزماني في الأقصى فزاد ساعات تواجد المقتحمين من ساعتين إلى أربعة في ظل صمت الجميع".

ولفتت إلى ان هناك نوعين من السياسة التي تمارسها "إسرائيل" بحق المقدسيين، الأولى تتمثل في الجدار والاستيطان والحواجز، والثانية غير منظورة مثل الضرائب الكبيرة الرامية الى افقار المقدسيين والتضييق عليهم من خلال إغراقهم بالديون والاستيلاء على عقاراتهم بذريعة عدم تسديد الديون.

وتبين أن الاحتلال يحاول إلهاء المقدسي بلقمة العيش وكيفية توفيرها لإبعاده عن السياسة والانتهاكات الحاصلة في المدينة.

تحدي التربية

وحول أهم التحديات التي تواجه المقدسية بحسب أم كامل فهي تربية الأبناء في ظل نشر الجريمة والمخدرات من قبل الاحتلال وخاصة أوساط طلبة المدراس، لافتة إلى أن جيش الاحتلال يمنع الباعة الفلسطينيين حول المدارس وينشر باعة المخدرات ويمدهم بالمواد المخدرة لنشرها بين الأطفال.

الاحتلال يسعى لإفقار المقدسيين والتضييق عليهم من خلال إغراقهم بالديون

وتقول: "إن الأم المقدسية تضطر للبحث دائما في حاجيات أبنائها وهواتفهم خوفا من الواقع المحيط بهم وبسبب السموم التي باتت منتشرة حتى في حلوى الأطفال"، على حد تعبيرها.

وتذكر أن المرأة في القدس تدفع ضريبة مضاعفة عن غيرها من النساء الفلسطينيات، لوجودها في القدس ودفاعها عن الأقصى ووطنيتها وحقها في العيش والدفاع عن هذه الأرض.

ويعج السجل المقدسي بأسماء نساء تركن بصمة واضحة في النضال ضد الاحتلال ولعبن دورا بارزا في الوعي الشعبي الفلسطيني.

وتشير إلى أنه ضمن جهود الاحتلال الممنهجة لتحويل هوية القدس يصدر مئات قرارات الهدم لمنازل عربية في سلوان والشيخ جراح وغيرها، بما يعني إخراج آلاف الأشخاص من المدينة تحقيقاً لهدف خفض نسبة السكان العرب، وإحداث توازن سكاني جديد لصالح المحتلين.

اخبار ذات صلة