الرسالة نت – محمد لبد وأحمد الكومى
بعد أن أمضى الجندي الأسير لدى فصائل المقاومة في غزة جلعاد شاليط أكثر من ثلاثة أعوام في الأسر وجد أن قضيته قد طال إنتظار حلها ، ليغادر أيهود أولمرت مقعد رئاسة الحكومة دون أن يقدم شيئاً يدفع بإتجاه إطلاق سراحه فجاءت الانتخابات الإسرائيلية بحزب الليكود برئاسة بنيامين نتياهو الذي تعرض لضغوط كبيرة دفعته للمراوغة أكثر من مرة لتخفيف حدة الأصوات الداعية للرضوخ لشروط المقاومة ، لينتهي به المطاف إلى إفشال مهمة الوسيط الألماني وإعادة التقدم الذي أغرى وسائل الإعلام الإسرائيلية بقرب إتمام الصفقة إلى نقطة الصفر.
مل شاليط من كذب الساسة الإسرائيليين ومن الوعود التي أطلقها قادة الإحتلال بسعيهم على إطلاق سراحه، تارة بالحديث عن إستخدام القوة وتارة آخرى بدفع الاستحقاق لفصائل المقاومة الفلسطينية وإتمام صفقة تبادل ترفع من رصيد الفصائل الآسره فى غزة وتحرج الحكومة الإسرائيلية .
فجاء حدث الساعة مونديال 2010 لكرة القدم ليغير توجه شاليط ويدفعه صوب متابعة مباريات كأس العالم بعد أن تأكد أن قضيته غُيبت عن المشهد الإسرائيلي لتكون صورة المباريات حاضرة عبر شاشات التلفزة الاسرائلية عوضاً عن صورته ، فإهتم بحسب التوقعات بتوجهات الشارع الإسرائيلي وبدء بمشاهدة المباريات عبر مرئية الأقصى الأرضية التي بدأت ببث مباريات المونديال من خلال الإستعانة بالصورة المستمدة من التلفزيون الإسرائيلي لجودتها العالية التي لا تتأثر بتشويش طائرات الاستطلاع التي تحاول تقصى أثر شاليط على مدار الساعة دون جدوى وبتعليق عربي مستمد من قنوات الجزيرة الرياضية المشفرة ليتفاعل شاليط مع الصورة ويتأثر آسيره بالصوت.
وليخيم الحزن على قلب شاليط ذو الجذور الفرنسية من جديد جراء تعثر حظوظ منتخب فرنسا فى المونديال بعد أن توقع المراقبون قرب مغادرته البطولة خالي الوفاض.
حركة حماس شددت على أن صفقة مبادلة الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط بأسرى فلسطينيين لن تتم إلا إذا تمت الاستجابة لمطالب الحركة مؤكدة حرصها على حرية الأسرى من جميع الفصائل، وأن صفقة التبادل في حال إتمامها ستكون خطوة أولى نحو حرية جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ويبقى ملف شاليط حبيس الأدراج حتى يتحلى القادة الإسرائيليون بالجرأة لينتهي فصلاً من الفصول التي لن تغلق إلا بخروج أكثر من ثمانية آلاف أسير فلسطيني من سجون الاحتلال وبجلاء كامل لليهود من فلسطين وعودتهم إلى بلادهم التي جاؤوا منها بحسب سيدة الصحافة الأولى فى البيت الأبيض هيلين توماس.