أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأنه ليس واضحا بعد من سيخلف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ابن الـ 82 عاما، لكن من الأكيد أن أي وريث له سيكون أقل راحة بالنسبة لـ إسرائيل.
وقال الكاتب أليئور ليفي، إن السر المتمثل بمعرفة خليفة "عباس" لا يعرفه أحد بأجهزة الاستخبارات الغربية، ولا حتى الغرف المغلقة بمدينة رام الله "حتى أن أبو مازن نفسه لا يمتلك الإجابة عن هذا السؤال" في ظل أن هناك العديد من أسماء المرشحين لخلافته.
ومما يزيد تعقيد المشهد الفلسطيني أن عباس يتقلد العديد من المناصب بصفة حصرية، فهو الرئيس وزعيم كل من منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، كل هذه المواقع والمسؤوليات يتقلدها في وقت واحد، وبات واضحا لدى الفلسطينيين أن أي زعيم سيأتي بعده لن يحوز لوحده كل هذه المسميات.
ورغم أن محمود العالول تم انتخابه الشهر الماضي مساعدا لرئيس السلطة في حركة فتح، لكن هذا لا يعطيه وعدا بشيء، رغم أنه من الناحية الرسمية يعتبر المساعد الوحيد لعباس في جميع مواقعه التي يترأسها اليوم.
الضغط على إسرائيل
وأشار الكاتب إلى أن العالول يعتبر من الشخصيات المتطرفة في فتح، مما يعني أن أي زعيم جديد للحركة خلفا لعباس سيتخذ مواقف أقل أريحية لإسرائيل في أحسن الأحوال، وربما يأخذ الفلسطينيين لمواجهة تزعزع الاستقرار السائد بصورة نسبية بين الجانبين في أسوأ الأحوال.
ورغم أن التنسيق الأمني الوثيق القائم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية يعتبر مقدسا بالنسبة لهما، فإن العالول يعتبر أن هناك العديد من أدوات الضغط على إسرائيل، ولابد في النهاية من اختبار كل علاقات الفلسطينيين معها، مع أنه يعلم أن عباس يصف هذا التنسيق الأمني بأنه مقدس.
كما يعلن مساعد عباس الجديد دعمه للمقاومة الشعبية، وبعث رسائل بأنه يجب مقاومة إسرائيل بصورة أكثر قسوة، لكنه يحافظ على ضبابية تصريحاته، وربما يقصد ما يذكره الإسرائيليون من أيام مظلمة عاشوها بداية العقد السابق حين اندلعت "العمليات الانتحارية" أوائل عام 2001 بعد بدء الانتفاضة الفلسطينية الثانية أواخر عام 2000.
ورغم أن العالول يعارض تفكيك السلطة الفلسطينية، فإنه يرى أن السلطة يجب أن تكون لتعميق المقاومة ضد إسرائيل. ومع أن هذه السلطة لن تتفكك، لكنها قد تنهار بسبب الحصار المفروض عليها ووقف تحويل الأموال إلى خزانتها لأسباب عديدة.
ويعتبر العالول أن حل الدولتين قد لا يكون الوحيد أمام الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو بذلك أول زعيم في فتح يعلن رسميا بصورة واضحة أنه قد يقبل ويرحب بحل الدولة الواحدة.
الجزيرة نت