قائمة الموقع

السلطة تنتهك حُرمة المقاوم "الأعرج" بعد استشهاده!

2017-03-12T14:53:11+02:00
صورة أرشيفية
الرسالة نت-محمد عطا الله

وصلت انتهاكات السلطة الفلسطينية لحرمة الشهيد باسل الأعرج ذروتها، بعد أن استمرت في محاكمته بعد استشهاده وصولا إلى قمع مسيرة منددة بمحاكمته أمام مجمع المحاكم في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

وأطلق أمن السلطة النار والغاز المسيل للدموع على المشاركين في المسيرة، واعتدى بالضرب على المشاركين فيها؛ ما أدى لإصابة 11 مواطنا، فيما جرى نقل محمود الأعرج والد الشهيد باسل إلى المستشفى بعد الاعتداء عليه بشكل مبرح.

وتجري محاكمة الشهيد الأعرج ورفاقه بتهمة "حيازة سلاح دون ترخيص"، وفق المحكمة.

وكانت محكمة صلح رام الله قد حكمت، بانقضاء محاكمة الشهيد الأعرج، وفق القانون الذي ينص على "انتهاء القضية بموت المتهم"، بينما قررت استكمال ملف رفاقه الخمسة، وتأجيل محاكمتهم حتى 30 إبريل المقبل.

وتضرب أجهزة السلطة بعرض الحائط كافة الشرائع والأخلاق والمسؤولية الوطنية في قمعها لتظاهرة خرجت ضد محاكمة الشهيد "الأعرج"، منتهكة بذلك حرمته حتى بعد استشهاده، في إطار تقديم القربان للاحتلال "الإسرائيلي".

                                                                   جريمة متكاملة الأركان

وهنا اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس اعتداء السلطة على التظاهرة المنددة بمحاكمة الشهيد الاعرج جريمة وطنية متكاملة الأركان، مشددة على ضرورة محاسبة المعتدين ومعاقبتهم كون ما فعلوه يمثل وصمة عار.

وأكد المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في حديثه لـ "الرسالة نت" أن هذا الأمر يدلل على حالة السقوط التي وصلت لها السلطة عندما تحاكم وتلاحق الشهداء والمقاومين وسلاح المقاومة. وأوضح أن هذا السلوك يعبر عن استمرار عمل السلطة والأجهزة خارج المربع الوطني والأخلاقي، وهو تعبير عن سياسة السلطة في محاربة المقاومة وكل من يحملها فكرها.

ودعا قاسم قوى شعبنا الفلسطيني وفصائله لصياغة برنامج عمل مشترك يمنع السلطة من مواصلة استهداف المقاومة بالضفة والعبث في القضية الفلسطينية، لافتا إلى ضرورة فضح هذه الممارسات تمهيدا لتعريتها ومحاسبتها قانونيا وطنيا.

                                                                           تردٍّ أخلاقي

من جانبها، استنكرت حركة الجهاد الاسلامي اعتداء أمن السلطة على تظاهرة أمام مجمع محاكم رام الله رفضا لمحاكمة الشهيد "الأعرج" ورفاقه الأسرى في سجون الاحتلال. وأكد داوود شهاب الناطق باسم الحركة في تصريح صحفي، وجود حالة تردٍ أخلاقي وصلت إليها أجهزة أمن السلطة، والتي تعمل على تنفيذ أوامر الاحتلال سواء بملاحقة الأحرار وقمعهم ومحاكمتهم وتجريمهم.

ولفت إلى أن السلطة تحاكم أحرار الرأي والكلمة كما حدث مع الدكتور عبد الستار قاسم ورفاقه، إضافة إلى محاكمة المقاومين كما حدث مع الشهيد باسل الأعرج والشيخ خضر عدنان وغيرهم ممن سبقوهم.

ونوه إلى أن نداءات والد الشهيد باسل الأعرج بالحفاظ على الوحدة لم تشفع له، واعتدت عليه الأجهزة الأمنية بالضرب المبرح وتم نقله إلى المستشفى، مضيفا أنه تم الاعتداء على النساء المشاركات في المسيرة السلمية.

وقال داوود:" الاعتداء على الطواقم الإعلامية بهدف حجب الحقيقة يماثل سياسيات الاحتلال وممارساته"، لافتا إلى أن هذا هو الدور الوظيفي والقمعي الذي تقوم به أجهزة السلطة ضد الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن هذه الممارسات هي الطريقة التي تحاور بها أجهزة أمن السلطة أبناء الشعب الفلسطيني، موضحا أن العصا الغليظة والقبضة الأمنية والقمع تمارسه السلطة فقط في مواجهة الأحرار من أبناء الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وألوانه.

وأشار شهاب إلى أن الدور التي تقوم به أجهزة السلطة لن يؤثر بالسلب على شباب الانتفاضة والناشطين بدليل ما حدث مع الشهيد باسل الأعرج الذي مضى في طريقه رغم ملاحقة السلطة له واستشهد وهو يقاتل جنود الاحتلال.

وتابع "هذه الممارسات من قبل أجهزة السلطة تفضح نواياهم وتكشف أهدافهم، وتبين زيف المزاعم الداعية إلى تحقيق الوحدة والمصالحة والتي تعتبر فقاعات لاستهلاك الوقت".

                                                                            عمل عصابات

حركة الأحرار الفلسطينية اعتبرت هذا الأمر عمل عصابات وبلطجة يعكس دور السلطة المشبوه وسلوكها "غير الوطني". وقالت الحركة في بيان لها إنه كان الأولى بهذه الأجهزة التصدي لقوات الاحتلال حين اقتحمت مدينة رام الله واشتبكت وقتلت الشهيد باسل لا التصدي لهذه المسيرة السلمية والاعتداء على الصحفيين ووالد الشهيد باسل والرموز الوطنية المشاركة فيها.

وشددت على ضرورة التصدي ومجابهة هذه الأجهزة شعبيا ووطنيا وعلى كافة الأصعدة، محملة الأجهزة الأمنية وقيادة السلطة كامل المسؤولية عن هذا الاعتداء الهمجي وعن حياة من تم اعتقاله خلال هذه المسيرة.

وفي نهاية المطاف يمكن القول إن السلطة تحاول تقديم الولاءات والقرابين للاحتلال "الإسرائيلي" لتنال الرضى، ولو كان على حساب دماء الشهداء.

اخبار ذات صلة