خط اثنا عشر فتىً وفتاة هموم أقرانهم في المناطق الشرقية لمحافظة خانيونس والتي تضررت خلال الحرب الأخيرة، ضمن قصص صحفية في كتاب بعنوان "بيوت بلا أعمدة2" بمساعدة مدربهم الخاص.
ويضم الكتاب عشرات القصص الواقعية التي تم رصدها بعد أن مست قلوب الكتاب الصغار، فعبروا بطريقة تحمل الأمل والحياة والمستقبل الأفضل لمن عايشها.
واحتفل مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر، اليوم الاثنين، بتوقيع كتاب "بيوت بلا أعمدة2" بمشاركة الأطفال وذويهم ومدربيهم، والذي كان نتاج عام ونصف من التحدي ضمن حملة أطلقها مجموعة من أطفال المركز تحت هذا الاسم.
وتمكن الأطفال من نقل معاناة 30 طفلاً من سكان بيوت الصفيح أو ما يعرف بـ" الكرفانات"، بعد أن أدركوا كيف يقبضون على لحظة الإصرار على الحياة في أوقات الموت.
الطفلة أية النجار 14 عام من سكان بلدة خزاعة إحدى الفتيات اللواتي شاركن في كتابة القصص الصحفية، حيث تمتلك موهبة الشعر والرسم وكتابة القصة.
وتعبر النجار لمراسل "الرسالة نت" عن سعادتها البالغة بهذا الإنجاز الذي تم تحقيقه، متمنية أن يصل إلى العالم أجمع ليرى المعاناة والألم الذي يعاني منه الطفل الفلسطيني ومدى التحدي والصمود الذي يتمتع به رغم كل الصعوبات.
وعلى يمين الحفل يجلس فتحي صباح رئيس المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية ومراسل صحيفة الحياة اللندنية مندهشاً من هذا العمل، مستغرباُ أن مثل هذه الكتابات قد خرجت من أطفال صغار.
وأوضح صباح لمراسل "الرسالة نت" أنه تفاجأ من هذه القدرة التي وصل لها هؤلاء الصغار من حيث الكتابة والإبداع، لافتاً إلى أن العمل الصحفي ليس بالسهل وخاصة فيما يتعلق بكتابة القصص الصحفية.
وأضاف:" هؤلاء الصغار لديهم الموهبة والقدرة على أن يكونوا رواد في المستقبل، خاصة وأنهم كتبوا عن أطفال مثلهم كانوا تحت القصف والعدوان"، مشدداً على ضرورة الاعتناء بمثل هذه المواهب.
بدورها، قالت آمال خضير مديرة مركز بناة الغد أن كتاب "بيوت بلا أعمدة" هو خلاصة أيام تعايش فيها اثنا عشر فتي وفتاة في المنطقة الشرقية الحدودية المتضررة لخانيونس، بعد تدريبهم عبر دورات متخصصة في الكتابة الصحفية والإعداد والتقديم الاذاعي؛ وليس انتهاءً بالتصوير الفوتوغرافي.
وتابعت:" الكتاب يتضمن ثلاثين قصة صحفية تشتعل أملاً وإرادة، تعرض خلالها أصحابها الأطفال لأقسى ما قد يتعرض له الطفل، وهو فقدانه الأمن والأمان في بيئته".
وأكدت خضير أن الكتاب يرصد قصص واقعية مست قلوب هؤلاء الأطفال وعكسوها بطريقة آمنة تحمل الأمل والحياة والمستقبل الأفضل لهؤلاء الأطفال.
وأوضحت أن "بيوت بلا أعمدة" هي حملة متكاملة نظمها المركز، منحت أبناءه فرصة مشاركة المكلومين أوجاعهم ونقل معاناتهم وتوثيقها، ضمن برنامج يهدف إلى التوعية الحقوقية وتعميق الانتماء إلى البيئة المحلية.
وقالت إن هذه الحملة يتم عرضها في دول أوروبية وعربية من أجل نقل معاناة الطفل الفلسطيني، وإظهار مدى الوحشية التي يسببها الاحتلال في نفوس وقلوب سكان وأطفال قطاع غزة.