قال مراسل الجزيرة في حمص إن الدفعة الأولى من مهجري حي الوعر -وهو آخر الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في حمص- قد خرجت صباح اليوم السبت متجهة إلى مدينة جرابلس.
وأضاف المراسل أن الدفعة تضم أكثر من ثلاثمئة عائلة يشكل مجموعها ما بين 1300 و1500 شخص، وأن معظم المهجرين في هذ الدفعة هم من النساء والأطفال والمرضى والجرحى، بالإضافة إلى 150 مقاتلا من المعارضة المسلحة.
وفي السياق، قال محافظ حمص التابع للنظام إنه سيتم استكمال خروج دفعات أخرى من مهجري الحي في الأيام القادمة.
وكانت المعارضة المسلحة وقوات النظام توصلتا قبل أيام إلى اتفاق برعاية وضمانة روسية من عدة بنود، أبرزها خروج المعارضة من الحي باتجاه ريف حمص الشمالي أو إدلب أو جرابلس في ريف حلب، وسيتم تنفيذ الاتفاق خلال فترة شهرين.
وينص الاتفاق على أن يخرج عناصر المعارضة من الحي باتجاه ريف حمص الشمالي الذي تسيطر عليه المعارضة، أو إلى إدلب أو جرابلس ضمن المنطقة الآمنة في ريف حلب الشمالي على الحدود التركية.
كما ينص على أن يكون الخروج على دفعات، في كل واحدة منها 1500 شخص، وأن عدد مقاتلي المعارضة الذين سيخرجون من الحي ثلاثمئة، باصطحاب أسلحتهم الفردية والخفيفة.
في المقابل، ترفع قوات النظام الحصار عن الحي وتسمح بدخول الأغذية والأدوية، وتمتنع عن اعتقال أي شخص بعد أن يجري مراجعة لأحد أفرعها الأمنية، ويصبح الحي تحت سيطرة النظام.
وقال مراسل الجزيرة إن ثلاثي الهلال الأحمر السوري والشرطة الروسية والشرطة السورية المدنية يشرف على تنفيذ الاتفاق بضمانة روسية.
وأضاف أن مكتب التسجيل بحي الوعر كشف عن أن عدد الذين سجلوا أسماءهم لأجل الخروج بلغ عشرة آلاف مدني يرغبون في المغادرة لمدينة جرابلس، فيما يرغب ستة آلاف آخرين في الخروج إلى مدينة إدلب.
وتابع المراسل أن المكتب المذكور سجل أكثر من ألفي شخص يرغبون في التوجه إلى ريف حمص الشمالي، وأن عدد المسجلين إجمالا بلغ عشرين ألفا، ويتوقع ارتفاع العدد إلى ثلاثين ألفا من أصل أربعين ألفا هم عدد سكان الحي، مشيرا إلى أن الذي اختاروا البقاء قلقون وخائفون رغم تعهد الوسيط الروسي بضمان أمنهم والتزام النظام بالاتفاق.
يذكر أن قوات النظام السوري والمليشيات الداعمة لها تحاصر حي الوعر منذ منتصف عام 2013، حيث يعاني سكان الحي من ظروف إنسانية صعبة.