قائمة الموقع

مقال: شيخنا.. حماس ماضية نحو الهدف

2017-03-23T05:38:38+02:00
بقلم: مصطفى الصواف
بقلم: مصطفى الصواف

صعب أن تأتي ذكرى الشيخ أحمد ياسين دون ان نتحدث عن رجل صنع جزءا من التاريخ وكان علما من أعلام فلسطين، ولربما تميز الشيخ ياسين عن كثيرين من قادة الشعب الفلسطيني ممن عايشوه وكانوا معه وحتى ممن سبقه منهم، فهو الرجل القعيد الذي لا يتحرك فيه إلا راسه ولكنه حرك العالم والمنطقة بأسرها بفكره وحكمته وقيادته لحركة حماس التي لا تزال تؤرق مضاجع الاحتلال وتشغل كبرى دول العالم والمنطقة وعلى رأسهم الاحتلال الصهيوني والكل يبحث عن كيفية التخلص منها أو هدمها ولكن غاب عنهم أن بنيانها أمتن وأقوى لأن المؤسس لها ليس شخصا عاديا بنى بيانا متينا لا يأتيه الباطل من خلفه ولا من أمامه، بنى البنيان على قواعد متينة مغروسة ليس في الارض وحدها؛ ولكن في العقول والنفوس مروي بدماء طاهرة مؤمنة.

قوة حماس جاءت من قوة معتقداتها ودينها وثوابتها وإيمانها الذي لا يتزحزح قد أنملة بأن فلسطين حق وشعبها صاحب حق وهذا الحق يجب أن يعود إلى أهله كاملا مهما طال الزمن، وتنكر من الأهل من تنكر، ومل من في المحيط أو كل فلن يثني ذلك صاحب الحق في السعي نحو استرداد حقه.

بدأت حماس بالقلة القليلة وسعت كما أمر الله " وقل اعملوا..." فعملت وهي تعلم أنها لا تملك شيء ولكنها تملك الحق وتملك الهدف ولا تكتفي بالقول أو ترديد الشعار بل بالعمل والاعداد والتدريب والتطوير في كافة المجالات الدعوية والسياسية والاجتماعية والتعليمية والاغاثية والصحية والأمنية والعسكرية حتى باتت عاملا لاعبا ومؤثرا سياسيا وعسكريا في منطقة مضطربة متصارعة مع وجود عدو للأمه ولكنها ثبتت وتقدمت وباتت رقما لا يمكن تجاوزه بل يخشاه الأعداء والمنافقين والمتآمرين على الشعب الفلسطيني.

لم يكن الشيخ أحمد ياسين رحمه الله قائدا عدميا ولا نفعيا يسعى نحو مصالح ذاتية أو مكاسب ماليه أو مناصب للوجاهة والتفاخر، فقد عاش ولا اريد أن أصف معيشته لأنها لا تزال شاهدة على رجل عمل للوطن وللقضية وللشعب وقبل ذلك كله للدين ، فكان النموذج المفقود في ايامنا هذه إلا من قلة قليلة آمنت بنهجه وسارت على دربه وهي اليوم تواصل الطريق نحو تحقيق الهدف الذي رسمته حماس وخطه بيمينه رغم شلل يده ولكنه أصر على توقيع العهد والقسم مع الله على أن لا يتنازل عن شبر واحد من فلسطين، ففلسطين أرض وقف إسلامي لا يجوز التفريط بها او التنازل عنها من إي من كان فهي حق للأمة والاجيال القادمة وحتى يرث الله الأرض ومن عليها.

مضى الشيخ ياسين حيث أراد الله له ان يمضي وقضى شهيدا بعد أن اغتالته قوات الاحتلال فجر الاثنين منذ ثلاثة عشر عاما ليخط بدمه جزءا من الطريق التي عبدتها قافلة الشهداء على طول تاريخ الجهاد والمقاومة على أرض فلسطين.

أستشهد الياسين بعد أن اطمأن بأن البنيان متين، وأن من خِلفه في القيادة أمين، وان الهدف باق وسوف يتحقق ولو بعد حين، كبرت حماس شيخي من بعدك وأصبحت كالطود العظيم، حمل رجال تربوا على يديك الأمانة ما فرطوا ولن يفرطوا بإذن الله وهم على درب الشهادة سائرون، وعهدا أن تعود فلسطين، ويعود الحق لأهله، فنم قرير العين فالزرع أينع والله خير حافظا.

 

اخبار ذات صلة