قائمة الموقع

كيف سترد حماس على اغتيال (إسرائيل) للقائد فقهاء ؟

2017-03-25T15:33:04+03:00
تشييع فقهاء
الرسالة نت- محمود فودة

لا يختلف اثنان على أن حركة حماس ستوفي بعهدها الذي قطعته على نفسها بالرد على  اغتيال (إسرائيل) للقيادي في كتائب القسام مازن فقهاء ، لكن يبقى السؤال شاغرا دون إجابة كيف ومتى وأين؟.

(إسرائيل) عمدت في اغتيال فقهاء إلى استخدام المعادلة التي وصفتها كتائب القسام بـ"الاغتيال الهادئ"؛ حرصا على عدم الدخول في مواجهة مباشرة مع المقاومة بغزة، فهي المنفذة لعملية الاغتيال لكن دون تبني مباشر، وبأدوات خفية.

ولذلك، لم يكن بيد حركة حماس ورقة الرد المباشر على عملية الاغتيال كما جرى حادثة اغتيال القائد أحمد الجعبري في نوفمبر 2012؛ لعدم امتلاكها أي دليل ملموس على أن (إسرائيل) اغتالت فقهاء، بينما كل الدلائل السياسية وتاريخ عمليات الموساد والشاباك (الإسرائيلي) يؤكد وقوف الاحتلال وراء الحادثة.

وهنا يبرز السؤال على طاولة القيادة (الإسرائيلية) التي وقعت على قرار اغتيال فقهاء أن كيف سترد حماس على هذه الضربة، إذ ما وضعنا في الحسبان وصول يحيى السنوار من المدرسة العسكرية لقيادة المكتب السياسي لحماس بغزة، وحالة التردي التي تنتاب التهدئة القائمة منذ انتهاء عدوان 2014.

ولكن الثابت في الساحة بعد هذه الحادثة، أن حماس سترد على ما جرى؛ لأن تمريره يعني إعادة الكرّة  مرة أخرى في المرحلة المقبلة، وأن الرد المباشر من غزة احتماله ضعيف؛ لعدم توافر دليل ملموس على مسؤولية (إسرائيل)، مما يشير إلى أن الرد سيكون عبر ساحة الضفة؛ لأنها غير ملزمة بأي إتفاق، والمواجهة فيها نشطة وإن خفتت وتيرتها بين الفينة والأخرى.

وتتلخص أطراف هذه الحادثة والرد المتوقع عليها بالاحتلال (الإسرائيلي)، والعملاء الخفيين التابعين له في غزة، وخلايا المقاومة التي نشطت مؤخرا في الضفة، وقيادة حماس الجديدة بغزة، الحالة الأمنية والسياسية السائدة محليا واقليميا، وبناءً عليها يمكن تحديد سيناريوهات الرد.

- العملية التي جرت غرب مدينة غزة لا يمكن لها أن تتم دون مساعدة من العملاء الفلسطينيين العاملين مع جهاز الأمن العام (الإسرائيلي) "الشاباك"، وقد يكون لهم الدور الأبرز فيها، وهذا ما قد يدفع حماس إلى فتح ملف الردع لهؤلاء العملاء، بإعدام عدد من المحكوم عليهم في سجون غزة.

- وبالتوازي مع ردع العملاء، سيعمل أبناء الضفة المبعدين إلى غزة، والذين تتهمهم (إسرائيل) أصلا بالوقوف خلف خلايا عسكرية من رفقاء الأسير المحرر مازن، على التخطيط لعمليات نوعية تنطلق من ساحة الضفة بدعم كامل من كتائب القسام، ومنها استهداف قوات جيش الاحتلال ومستوطنيه المنتشرين في الضفة، إلى أن تمتد لعمليات استشهادية كما حصل في تل أبيب إبان عدوان 2014 على غزة، وعملية تفجير الحافلة في ابريل 2016 خلال انتفاضة القدس.

- وللمرة الأولى قد تكون في تاريخ حماس، أن تتجه لاغتيال شخصية قيادية (إسرائيلية) داخل الأراضي المحتلة عام 1948، باستغلال أي ظرف سياسي (إسرائيلي)، أو من خلال التعاون مع مجموعات مسلحة لتنفيذ المهمة مقابل المال.

- وقد تتجه حماس أيضا إلى اصطياد شخصية قيادية عسكرية على حدود غزة، خصوصا أن القسام كان قد نشر مقطعا مصورا ظهر فيه وزير الجيش آنذاك موشيه يعلون على حدود غزة بعد عدوان 2014، في رسالة أنها قادرة على الفعل لكن التوقيت لم يكن مناسبا.

على أي حال، (إسرائيل) لم تكن في هذه الحيرة بوجود القائد فقهاء، فاغتياله أوجد الحيرة الحقيقية، والأسئلة تدور في أذهان قادة الاحتلال ودوائر صنع القرار أن كيف سترد حماس، وأين ومتى، وخصوصا بعد أن أكد القسام أنه سيكسر قاعدة الاغتيال الهادئ ويجعل (إسرائيل) تندم على استخدامها.

 

اخبار ذات صلة