قائمة الموقع

مقال: لماذا مازن فقهاء وما هي التداعيات؟!

2017-03-27T05:18:22+03:00
إبراهيم المدهون
إبراهيم المدهون

 الحديث عن اغتيال الأسير المحرر مازن فقها من قبل الاحتلال أمر معقد بحجم المفاجأة وتعقيد الحدث نفسه، فالشهيد مازن من خيرة الشباب الذين لهم بصمات واضحة في العمل قبل أسرهم وفي الأسر وبعد إبعاده لغزة، والاحتلال أورد اسمه مرارًا وتكرارًا عبر إعلامه وصحفه وحدده كأحد أهم المستهدفين والمطلوبين للاغتيال.

 ومن المعروف أن الاحتلال يلجأ إلى ارتكاب جرائم الاغتيال غير المعلنة بحق قادة المقاومة، لاقتناص وتصفية المقاومين خصوصًا الناشطين الذين يعتبرهم خطرًا عليه، كما أنه يحاول تفريغ الساحة الفلسطينية من القادة والمؤثرين البارزين مثل مازن فقهاء، فسياسة الاغتيالات هي ديدن الاحتلال قبل إعلام كيانه عام 1948، ضد الفلسطينيين العزل على أيدي عصاباته، واستمرت بعد ذلك ضد الثوار الفلسطينيين وقادة فتح وحماس وفصائل المقاومة الأخرى، فيعتقد الاحتلال أن الاغتيالات طريقة مهمة في إضعاف الحالة الثورية الفلسطينية.

 كما يدرك الاحتلال أن الاغتيال المباشر والفج والواضح، يؤدي إلى تبعات هو لا يريدها ويحاول تجنبها، في الوقت الذي يرى أنه ملزم أن يبقي عمليات الاغتيال واستهداف المقاومين الناشطين، ولهذا كانت عملية اغتيال الشهيد فقهاء داخل مدينة غزة كانت مفاجأة بالنسبة للمقاومة الفلسطينية ولسكان القطاع، عبر محاولة رسم معادلات جديدة وتجاوز معادلة الاشتباك القائمة بين الاحتلال وكتائب القسام، ولهذا اعتقد أن حركة حماس ستحاول امتصاص الضربات، وستعمل على إعادة ترتيب أوراقها ومعرفة الجناة والمنفذين بشكل كامل، على الرغم من الصدمة التي حدثت بعد اغتيال فقهاء، إلا أن الحركة اعتادت على الصدمات والدخول في مواجهات مختلفة.

والرد على حادثة اغتيال فقهاء لن تكون ضمن ردود فعل تقليدية وتحتاج إلى تفكير هادئ واتخاذ أساليب قوية وقاسية في الرد توازي حالة الاختراق التي جرت، وأنصح أن يتم ترتيب الأمن بشكل عام، والأمن الشخصي لقادة المقاومة الفلسطينية وحركة حماس مع ضرورة إعادة الأمن المجتمعي والأمن المنظومي ككل، وردع العملاء واتباع آليات محكمة في عملية دخول القطاع والخروج منه بالإضافة إلى التحرك للوافدين.

 ولا شك أن القسام وصل لقناعات يقينية بتورط الاحتلال في اغتيال الشهيد فقهاء عبر أدلة خاصة به، وسيحاول دراسة أساليب الرد ولن يكون عملاً مندفعاً مع الإدراك بطبيعة تعقيد وحجم الصراع مع الاحتلال غير المحدد بزمان ومكان، ولا أظن أن تشكل حادثة الاغتيال الأخيرة للشهيد فقهاء عبئاً على القيادة الجديدة للحركة، إلا أنها ستعمل على تسريع اتخاذ خطوات عملية وستحاول إنجاز عديد من الملفات الأمنية على وجه الخصوص خلال الفترة المقبلة".

اخبار ذات صلة