قائمة الموقع

مقال: يوم الأرض ونموذج مازن فقها

2017-03-30T04:42:07+03:00
يوم الأرض ونموذج مازن فقها
بقلم: إبراهيم المدهون

 من اوائل الذكريات والاحداث التي تفتق عليها وعي الوطني والوجداني هو يوم الارض، وكنت أسأل بعقل طفلا صغيرا يسمع المصطلح دون إدراك مضمونه، ماذا يعني يوم الأرض؟ ولماذا نحتفل ونخرج بمسيرات ويضج المخيم ويشتعل الكوشوك وتوضع المتاريس وتنتشر الأعلام بهذا اليوم؟، فتأتي الإجابات عامة حماسية مندفعة مترامية تتلملم مع الهتافات المشحونة، وأصبحت بعد ذلك انتظره من العام للعام، حتى جاءت انتفاضة الحجارة عام 87 فأضحى لدينا عشرات الأيام التي نحتفي بها وطنيا وثوريا، ومع هذا بقي يوم الأرض له مكانة خاصة في وجداننا الجمعي ودلالة لها ما بعدها.

وتعود قصة هذا اليوم لعام 1976، بعد أن اعتدى الاحتلال الاسرائيلي بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذو أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة، وجراء ذلك العدوان عم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال أسفرت عن ارتقاء ستة شهداء فلسطينيين وأُصيب واعتقل المئات. وما ميز يوم الأرض وجعله محوريا أنه خرج من الأراضي المحتلة عام 48، بعد أن ظن الاحتلال أنه اطمأن ويفعل ما يشاء فيها، حيث أن هذه هي المرة الأولى التي يُنظم فلسطينيو 48منذ عام 1948 احتجاجات رداً على السياسات الإسرائيلية بصفة جماعية وطنية فلسطينية. انتفاضة القدس اليوم هي امتداد حقيقي ليوم الأرض، فما انتفض الشباب وانطلقوا باندفاعة تشبه اذار 76 الا بعد الاعتداء المتواصل على ارض الضفة والقدس، وطالما استمر ابتلاع الاراضي وبناء المستوطنات ومصادرة الدونمات واقتلاع الاشجار فان فالانتفاضة مستمرة، فهذه الارض لا تقبل القسمة على اثنين.

في يوم الأرض، هناك جيل فلسطيني فريد يفكر جديا بالتواجد والتمركز في الارض التي احتلت عام 1948، ورغم حصار غزة والتضييق عليها، إلا أنه يعد العدة ويستعد ليلا ونهارا حتى يحقق هذا الحلم خلال أي مواجهة عسكرية قادمة، فهناك من يقضون يومهم وليلتهم في باطن الأرض يعدون العدة ويحفرون بالصخر ويجهزون لمعركة التحرير.

 ما ميز يوم الأرض في هذا العام 2017، هو اننا نعيش حدثا اليما لنموذج فارس تمسك بأرضه وتشبث بحبه لها وبقي متواصل معها رغم السجن والابعاد، واستشهد لأنه لم يقبل ان يعيش بعيدا عنها من غير اتصال وتواصل، فالشهيد مازن فقها أكثر ما لفت انتباهي له حبه لطوباس واراضيها وجبالها، فكان يغيظه رؤية مستوطن فيها وهو محروم منها، مازن واخوانه هم ملح هذه الارض وابنائها الطيبين ودماؤهم ستنبت اشتالا واشجار ونصر وحرية.

اخبار ذات صلة