وسام عفيفه
نتنياهو والولايات المتحدة ومصر قرروا أن يصبح حصار غزة سكر خفيف "على الريحة", تحاشيا للضغط الشعبي, غير أن مذاقه لا يزال علقما.
فهم لم ينتهوا من صداع "مرمرة" ..حتى بدأ يطاردهم كابوس "مريم".. و"الحبل على الجرار"
مرمرة جاءت بأشاوس الأتراك الذين واجهوا نخبة البحرية بروح استشهادية فارتبك الاحتلال وفشل في التعامل مع الموقف وكانت النتيجة المخزية "لإسرائيل".
لكن مريم سوف تحمل صبايا وسيدات لبنان "المهضومات" و ستواجه نخبة البحرية هذه المرة "الجنس الناعم" فكيف ستتعامل مع الموقف .
خيرا فعل منظمو سفينة مريم أنهم لم يشركوا المغنية "هيفاء وهبي" حتى لا تسرق الجهد الإعلامي, وأضواء الكاميرات, وإلا سقطنا ضحية لمؤدية الإغراء في الحصار كما سقط خلفها الوطن العربي بالغناء.
على ذكر الغناء المستهلك هذه الأيام..تقتبس أغنية كلمات مثل شعبي وتقول " يا حبيبى دا اللى يخاف من العفريت يطلعلوا ينزلوا يقعدلوا "
المثل ينطبق على الاحتلال الذي واجه أسطول الحرية بالترهيب والنار حتى يحسم الظاهرة, وينهيها .. فإذا بها تتحول لمظاهرة أممية, سوف تنطلق جرائها عشرات السفن من مختلف أقطار الدنيا, ومقصدها جميعا مرفأ صيادي غزة الحزين.
حتى الاحتلال انحنى للضغوط وبات يبحث عن صيغ يتحايل من خلالها لإعادة اخراج مشهد الحصار .
لكن سلطة ابو مازن لا زالت صامدة في تعنتها ولم تخفف حصارها على غزة , فهي تتحكم بفاتورة وقود الكهرباء وتشوينا بنار الطقس الحار , وتواصل حجب جوازات السفر وحرمان الآلاف منه , - إلا من يحصل على براءة ذمه "انه ليس حماس"-.
إلى جانب الحصار الوظيفي في الرزق .. الحصار الأمني في الضفة, الحصار السياسي برفض المصالحة الا بالشروط المصرية , واستمرار الحصار "الاستنكافي".
على ذكر الاستنكاف والمستنكفين ..فالكثير منهم بات يعاني من عوارض "عرق النساء" فيما أجبرت الغالبية من الزوجات أزواجهن على المشاركة في الأعمال المنزلية على اعتبار أن "اليد البطاله نجسه"
أمام شهداء سفينة مرمرة وفي انتظار سفينة مريم نرفع بالصوت العالي أبيات من قصيدة للشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي:
حاصرونا كيفما شئتم
فإن الخبز والتاريخ يصنع هاهنا تحت الحصار
نفسي فداء للشموس تسير في الأنفاق تحت الأرض من دار لدار
حيث الصباح غدا هنا يهرب من يد ليد
بديلاً عن صباح خربته طائرات الظالمين
***
نفسي فداء للصغار الساهرين
عطشاًَ وجوعاً من حصار الأقربين الآكلين الشاربين
المالكين النيل والوادي وما والاهما ملك اليمين
الشائبين الصابغين رؤوسهم فمعمرين
من أين يأتيكم شعور أنكم سَتُعَمّرُون إلى الأبدْ
ثقة لعمري لم أجدها في أحدْ
عيشوا كما شئتم ليوم أو لغدْ
لكنني صدقاً أقول لكم
فقط من أجل منظركم، وهيبتكم
إذا سرتم غدا في شاشة التلفاز
سيروا صاغرين