شابة غزية تُحيك التراث الفلسطيني على قطع خشبية

DSC_5312
DSC_5312

الرسالة نت- نور الدين صالح

تجلس الشابة نور الهدى جبر - 26 عاما-  خلف طاولة تتناثر عليها قطع خشبية وبلاستيكية، نُقش عليها خريطة فلسطين، وبعض الأشكال التي تُبرز عمق أصالة التراث الفلسطيني، الموروث عن الأجداد منذ عشرات السنوات.

تحاول جبر، الخروج من العالم النمطي والتقليدي في التطريز على الأقمشة، والتوجه نحو عالم الحداثة ومواكبة التكنولوجيا، من خلال ابتكار أسلوب جديد في النقش على القطع الخشبية تارة، والألمونيوم والقطع الجلدية تارة أخرى.

بدقة وحرفية تُمسك بيدها اليمنى "إبرة" ربط طرفه بخيط طويل، وفي اليسرى قطعة جلدية، لتبدأ بتطريز خريطة فلسطين التي خطتها مسبقاً بشكلها البدائي، مستخدمةً أدوات جديدة غير معتادة، لإبرازها بصورة أجمل وتزينها بألوان علم فلسطين.

كنعانية للفنون

أرادت جبر أن تسخر هوايتها بممارسة فن التطريز التي بدأت تكتمل فصولها لديها قبل 5 أعوام، بعد التحاقها في دورة تدريبية "مبتدئة" في السنة الأخيرة من دراستها الجامعية تخصص الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي من الجامعة الإسلامية.

وتتحدث جبر عن مشوارها في فكرة التطريز، التي بدأت عن طريق البحث عن الحاجة لوجود تغيير في نظام التراث الفلسطيني وأساليب استحداثه، الأمر الذي دفعها للتطريز على مواد أخرى غير الأقمشة كالأخشاب.

وكانت أولى أعمالها حينما طرحت فكرة للتطريز وشاركت في معرض المواهب الطلابية الذي نظمته الجامعة الإسلامية، بعد ذلك، بدأت تفكر في إمكانية افتتاح مشروع خاص بها لعرض مشغولاتها في عام 2014، لكنها لم تستطع ذلك نظراً لعدم توفر الإمكانيات والمواد اللازمة لذلك، خاصة الماكينة الخاصة بالحفر على الخشب، لاسيما أن المعيق الأكبر بالنسبة لها كان الانقطاع المتكرر للكهرباء، وفق ما روته جبر "للرسالة".

لم تتوقف عزيمتها وإصرارها عن مواصلة حلمها التي بدأت به، وممارسة هوايتها في فن التطريز، خاصة في ظل تعثرها في الحصول على وظيفة مناسبة للتخصص التي تخرجت منه، دفعها للمضي نحو فتح مشروعها.

بعد هذه الجهود تمكنت من افتتاح مشروعها الخاص، عند حصولها على تمويل لمشروعها من اتحاد الصناعات الفلسطينية، من بين 30 مشروعاً جرى تقديمه في تلك الفترة، حيث أطلقت عليه اسم (كنعانية للفنون والمشغولات اليدوية).

وتشير إلى أن منتجاتها راقت لبعض الزائرين والمؤسسات، مما جعل بعض الجمعيات والمؤسسات، للتعامل معها وشرائها بشكل مستمر.

لم يتوقف حلمها عند هذا الحد، بل أنها استثمرت ذلك المشروع "المستقل"، لممارسة هوايتها من جهة، والحصول على مصدر دخل لها من جهة أخرى، خاصة أنها لم تحصل على وظيفة بعد تخرجها.

وخلال اعدادها لإحدى المطرزات الخشبية، روت أن زبائنها من مختلف الفئات العمرية، وكثر يطرقون باب مشروعها لشراء ما تنتجه سواء لاقتنائها أو أخذها كهدية لأصدقائهم في الخارج.

ويمكن القول أن الشابة نور الهدى حققت جزءاً من حلمها، حيث أنها ستفتتح مقرها خلال أيام قليلة، لكنها تطمح أن يكون لها معرض كبير خاص بها لعرض المنتجات والمشغولات التي تنتجها، وأن تشارك في المعارض الدولية.

ليست وحدها الشابة جبر، من لجأت لاستثمار موهبتها في جلب مصدر رزق لها، فهناك عدد كبير من الخريجين الذين يعانون البطالة، نبشوا عن مواهبهم فاستثمروها بعدما صقلوها حتى أصبحت مصدر رزق يعيلهم وعائلاتهم.

البث المباشر