قائمة الموقع

عزام للرسالة: الرد على اغتيال فقها ليس شأنا حزبيا

2017-04-04T07:01:56+03:00
عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، نافذ عزام
غزة-حاوره محمود فودة

في ظل التطورات السياسية الفلسطينية الأخيرة، التي تمثلت باغتيال (إسرائيل) للقيادي في حركة حماس مازن فقها وانعقاد القمة العربية في الأردن، والحديث عن مساعي لإعادة مشروع التسوية، التقت "الرسالة" بعضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، نافذ عزام.

وفي بداية حديثه، أكد القيادي عزام أن أصابع الاتهام تشير إلى (إسرائيل) في جريمة اغتيال الأسير المحرر مازن فقها في غزة، في محاولة منها لخلط الأوراق في الساحة الفلسطينية، وإرباك حسابات المقاومة الفلسطينية.

وأضاف: "الحركة تقف بقوة دفاعا عن هذا الشعب وحقوقه، ونحن لا ننظر إلى الرد على جرائم الاحتلال من إطار حزبي، ولكن نتصور أن الفلسطينيين جميعا في خندق واحد في مواجهة (إسرائيل).

القمة والمبادرة العربية

وحول القمة العربية الأخيرة في الأردن، قال القيادي عزام: "إن الحقيقة التي لا خلاف عليها أن التوقعات كانت منخفضة بالنسبة لمقررات القمة العربية الأخيرة، قياسا على القمم السابقة"، مشدداً على أن العرب ما زالوا عاجزين عن اتخاذ أي قرارات حازمة لصالح القضية الفلسطينية، أو قضايا الأمة العربية بشكل عام، وتابع قائلاً: "الجميع مدرك أن القمة ستنعقد وتنفض دون أي قرار يواجه التحديات التي تمر بها المنطقة والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص".

مقررات "القمة" جاءت كما المتوقع لا تحمل جديدا لصالح القضية

وفي الرد على تمسك القادة العرب بالمبادرة العربية كطريق للتسوية، أكد عزام أن موقف حركته ما زال على حاله منذ الإعلان عن هذه المبادرة في قمة بيروت عام 2002، مشيرا إلى أن المبادرة ولدت ميتة بعدم اعتراف (إسرائيل) بها.

وقال: "الموقف منذ قمة بيروت 2002 الرفض التام لهذه المبادرة؛ لأنها لا تعبر عن السياق الذي من المفترض أن تسير عليه ملفات القضية الفلسطينية، والواقع أكد صحة موقفنا أنه بعد 15 عاما، (إسرائيل) تتعامل مع المبادرة باستخفاف وتتجاهلها على الأرض، وتواصل الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني".

وأكد القيادي في حركة الجهاد، أنه لم يعد هناك معنى لتمسك القادة العرب بالمبادرة التي رفضتها (إسرائيل) أصلاً، ولم تتعامل معها بأي شكل من أشكال الاحترام طوال السنوات الماضية، فيما سعت لإيجاد حالة من فرض الأمر الواقع في مناطق واسعة من الضفة والقدس.

وكان الرؤساء العرب قد أعلنوا في ختام القمة العربية في الأردن عن استعدادهم لتطبيع تاريخي مع (إسرائيل) مقابل انسحابها من الأراضي المحتلة عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية، وذلك بموجب مبادرة التسوية العربية.

المفاوضات والتنسيق الأمني

وفي ظل المحاولات العربية لإعادة إحياء المفاوضات بين السلطة و(إسرائيل) بمبادرات مصرية وأردنية، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي أن المفاوضات لا يمكن لها أن تحمل أفقا سياسيا، أو أن تأتي بنتائج مثمرة لصالح القضية الفلسطينية.

 العودة إلى المفاوضات تمثل مزيدا من العبث ولا فائدة منها

وقال: "الفلسطينيون مروا بتجربة مريرة مع المفاوضات، عشرات الاجتماعات بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي، وكانت هناك وساطات أمريكية، وكلها وصلت لطريق مسدود، ما الجديد هذه المرة ؟!، في ظل وجود إدارة أمريكية منحازة بشكل كامل لـ(إسرائيل) واستمرار الأخيرة في سياساتها لا يمكن في إحياء مسيرة التسوية".

وعن استمرار السلطة الفلسطينية في التنسيق الأمني مع الاحتلال (الإسرائيلي)، شدد القيادي عزام على أن السلطة تخطئ عندما تظن أن التنسيق الأمني سيخدمها، أو أنه سيخفف من الحال السياسي، أو ينهي التعنت الإسرائيلي في التعامل معها.

وأكد على أن حركته منذ اتفاقية أوسلو ترفض التنسيق الأمني بشكل تام تحت أي حجج، وما زالت على موقفها حتى اليوم، مشيرا إلى أنه من غير المنطقي أن تستمر السلطة في التنسيق الأمني في ظل تجاهل (إسرائيل) الكامل للسلطة والتصريحات الهجومية ضدها.

ونبّه أن التنسيق الأمني يضر بالفلسطينيين ككل بمن فيهم السلطة، وأن (إسرائيل) المستفيد الوحيد منه، مؤكدا أن وقف التنسيق الأمني بات مطلبا شعبيا، وهو خطوة سياسية صحيحة تخدم الموقف السياسي الفلسطيني بما فيه موقف السلطة.

وفي المقابل، دعا إلى تطوير انتفاضة القدس التي اندلعت في أكتوبر 2015، ودعمها عربيا وإسلاميا، لتبقى الروح الثورية مشتعلة لدى الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، خصوصا في الضفة والقدس.

المجلس الوطني والعلاقة مع مصر

وحول المجلس الوطني الفلسطيني، أوضح عزام أن موقف حركته الذي عرضته خلال اجتماعات اللجنة التحضيرية لانعقاد المجلس في العاصمة اللبنانية بيروت يؤكد على ضرورة الحوار الذي يصل بنا إلى التوافق على انتخابات المجلس الوطني التي من خلالها يمكن تجديد أطر وهياكل المنظمة؛ لتصبح أكثر تمثيلا للخارطة السياسية الفلسطينية.

 وقف التنسيق الأمني مصلحة للفلسطينيين

وشدد على أن بقاء منظمة التحرير بشكلها الحالي لا يصب في مصلحة القضية الفلسطينية، التي شهدت عدة تغييرات متلاحقة خلال العقد الأخير، وهذا ما يستدعي التغيير العاجل لأنظمتها وهياكلها المختلفة.

وفي السياق، أكد أن علاقة حركته مع جمهورية مصر العربية "مستقرة"، وأن الاتصالات مع الأشقاء المصريين مستمرة، مشيرا إلى وجود تفهم مصري لطبيعة الأوضاع الإنسانية بغزة، ولمختلف ملفات القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن الاتصالات دائمة في اتجاه السعي لتعزيز صمود هذا الشعب، وتوفير كل سبل الدعم وتخفيف الحصار، والتأكيد على الدور المصري الرئيسي في ترميم الوضع الفلسطيني الداخلي.

وأكد على أن الأزمة التي تعيشها المنطقة والصراعات التي تسود البلدان العربية خلطت الأوراق، وشوشت على القضية الفلسطينية، إلا أنه برغم كل ذلك ستظل القضية الفلسطينية هي القضية المحورية للعرب والمسلمين، داعياً إلى أن تتواصل المساعي لتوفير الدعم الطبيعي للشعب الفلسطيني ومسيرة كفاحه.

إيران والتهديد بالحرب

وحول العلاقة التي تربط المقاومة الفلسطينية مع الجمهورية الإيرانية في الوقت الراهن، نفى وجود أي أزمة بين الفصائل الفلسطينية والقيادة الإيرانية؛ رغم الحالة السياسية غير المستقرة التي تسود الإقليم بأكمله.

 إيران حليف رئيسي للشعب الفلسطيني وفصائله

وقال: "لا يخفى على أحد أن إيران داعم رئيسي للشعب الفلسطيني طوال السنوات الماضية، ونحن لا نخفي علاقتنا مع إيران فهي حليف رئيسي للفلسطينيين والعلاقة معها مستمرة، والايرانيون يقدمون كل أشكال الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني وفصائله".

وفي السياق، أكد القيادي عزام أن التهديدات (الإسرائيلية) لقطاع غزة دائمة، ونحن نؤكد أن الفلسطينيين لم يكونوا أبدا المبادرين لأي حرب، (إسرائيل) هي التي تشن الحرب على الفلسطينيين وتعتدي عليهم.

وشدد على أن المقاومة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي عدوان (إسرائيلي) على الفلسطينيين، قائلا: "إذا شن علينا أي عدوان ليس أمامنا سوى الدفاع عن كرامتنا وحقوقنا المشروعة".

وفي نهاية حديثه، دعا القيادي عزام السلطة الفلسطينية إلى وقف التنسيق الأمني، والسعي لتحقيق المصالحة الفلسطينية، واستغلال السلطة القرارات الدولية لصالح القضية، ومحاربة التغول الاستيطاني من خلال حشد عربي وإسلامي لوضع (إسرائيل) في قفص الاتهام أمام المجتمع الدولي.

 

اخبار ذات صلة