في موقف يعتبر من أكثر المواقف العراقية وضوحا بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، وبعد القصف الأميركي لقاعدة الشعيرات، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اليوم السبت، رئيس النظام السوري، بشار الأسد، للتنحي.
وأصدر الصدر بيانا بشأن القصف الأميركي على قاعدة الشعيرات السورية، مطالبا الولايات المتحدة الأميركية وروسيا بكف أذاهما عن سورية .
ودعا الأسد الى تقديم استقالته قبل فوات الأوان، محذرا في الوقت ذاته الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من زج نفسه في محرقة جديدة بسورية قد تكون شبيهة بحرب فيتنام التي خسرت فيها أميركا الكثير، على حد قوله .
واضاف: "لا ينبغي على الرئيس الأميركي الإفراط في تصريحاته ومواقفه وقراراته الرعناء، فهذا لا يضر أميركا فحسب، بل يضر المجتمع الدولي كافة"، موضحا أن الأميركيين يكيلون بمكيالين حين يقصفون المدنيين العزل في الموصل، ويستنكرون القصف المدان للمدنيين بالكيماوي في سورية .
ولفت الصدر الى أن "المتضرر الأكبر من كل ما يجري هو الشعب السوري، الذي تكالبت عليه الأيادي من الداخل والخارج"، فضلا عن دور أميركا السلبي، مطالبا الجميع بالانسحاب العسكري من سورية ومنح شعبها زمام الأمور لأنه صاحب الحق الوحيد في تقرير مصيره .
وختم بالقول "على أميركا كف أذاها، كما أن ذلك مطلوب من روسيا والفصائل الأخرى، ولعلي أجد أنه من الإنصاف أن يقدم الرئيس بشار الأسد استقالته، وأن يتنحى عن الحكم حبا بسورية ليجنبها ويلات الحروب وسيطرة الإرهابيين، وأن يعطي زمام الأمور إلى جهات شعبية تستطيع الوقوف ضد الإرهاب لإنقاذ الأراضي السورية بأسرع وقت، ليكون له موقف تاريخي قبل أن يفوت الأوان".
وجاء موقف زعيم التيار الصدري الذي يعد الأوضح عراقيا منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، بعد نحو ساعتين من قول رئيس الوزراء العراقي أن القصف الكيماوي في سورية يعتبر جريمة مدانة، وهو ما اعتبره مراقبون تغيرا في السياسة الخارجية العراقية .
واعتبر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، اليوم السبت، أن استخدام السلاح الكيميائي في سورية جريمة مدانة، مؤكدا أن العراق يقف مع الشعب السوري الذي وقع ضحية لذلك .
إلى ذلك، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين، علي البدري، اليوم السبت، إن الموقفين الجريئين اللذين صدرا من الصدر والعبادي اليوم، يعكسان تغييرا واضحا في السياسة العراقية تجاه الأزمة السورية، مبينا خلال حديثه لـ "العربي الجديد" أن العراق طالما تبنى مواقف سابقة مؤيدة لنظام بشار الأسد أوقعت بغداد في مشاكل سياسية ودبلوماسية مع دول عربية .
وأضاف: "من المؤكد أن موقف الحكومة العراقية والتيار الصدري سيغضب إيران، التي تعتبر بشار الأسد ابنها المدلل في المنطقة"، مبينا أن المرحلة المقبلة ستشهد مفاجآت كبيرة في ظل الانفتاح العراقي على محيطه العربي، وقد تتعرض الحكومة العراقية إلى ضغوط أميركية لكبح جماح المليشيات المرتبطة بإيران، والتي ذهب عدد منها للقتال في سورية الى جانب الأسد.