قائمة الموقع

مقال: ماذا نريد في مواقع غاية في التعقيد(1-2)

2017-04-10T06:44:26+03:00
مصطفى الصواف

الواقع المحيط بنا يزداد ضبابية وعدم وضوح، والصورة باتت أكثر تعقيدًا، والمنطقة متحركة غير مستقرة وتموج بشكل دراماتيكي، فما نبيت عليه نصحو على غيره وكأننا على خشبة مسرح لا معقول فيه المشاهد تتغير دون ترابط ولكن تبقى القضية الأساسية والمركزية على خشبة المسرح واحدة.

في ظل هذا الواقع المرير كيف يمكن لنا فهمه والتصرف وفق المشاهد في ظل مجهولية القادم، هل نبقى ننتظر ونكون مفعولًا به وليس فاعلًا، أو نرسم لنا خارطة طريق نحدد فيها موقفنا ونظرتنا لهذا الواقع ونتحرك وفق إمكانياتنا وعلى ضوء الواقع بكل تعقيداته دون أن ننتظر ما سيحدث في قادم الايمان ونفاجأ بما لم نتوقع دون أن نكون على جاهزية فتكون الخسارة أكبر.

علينا أن نقر أن هذا الذي يجري نحن أكثر من يتأثر به إلى جانب بقية المنطقة الاقليمية سواء الجرائم الواقعة في سوريا أو تلك في العراق أو ليبيا أو حتى ما يجري في مخيمات لبنان الفلسطينية من اقتتال له أبعاد كارثية على اللاجئين الفلسطينيين مما ينعكس على مجمل القضية بشكل عام.

في ذلك هذا المشهد ماذا على حركة المقاومة الإسلامية أن تفعل؟ فالمقاومة والجهاد يراد لها الشيطنة من كثير من الأطراف الإقليمية أو الغربية والأمريكية والصهيونية حتى يسهل الانقضاض عليها كونها تشكل العقبة أمام تصفية القضية الفلسطينية لصالح الاحتلال الصهيوني، وعندما نتحدث عن حماس ليس لكونها هي الوحيدة بين القوى المقاومة بل كونها تمثل العمود الفقري وإلى جانبها العديد من القوى التي تؤمن بالمقاومة طريق نحو التحرير، ولكن استهداف حماس هو استهداف للفكرة التي تؤمن بها كل قوى المقاومة ونجاح أعداء الشعب الفلسطيني في التأثير على حماس بشكل ينعكس على المقاومة فهذا تأثير على فكر المقاومة ومن يؤمن بها.

أتحدث هنا ليس لكوني على صلة بحركة حماس، فأنا لا علاقة لي بصانع القرار في حماس واتابعها من خلال أدبياتها وأقوال قادتها عبر وسائل الإعلام ولا معرفة لي ما لديها من موقف في ظل الأوضاع القائمة وكيف تخطط للأمر وإن كنت على دراية بأنها تدرك خطورة الواقع المعاش وهي تفكر بالعمل على الخروج من هذا الواقع المعقد بأقل الخسائر وحفاظًا على حقوق الشعب الفلسطيني والدفاع عنها بما يحقق المصلحة العامة دون أن تضيع القضية في خضم واقع غاية في السوء.

صحيح ربما أعد نفسي من أكثر الناس فهمًا لحماس ودفاعًا عنها ولكني لست على اطلاع بما يدور في

أروقتها وإن كنت أعي طريقة التفكير وعلى يقين بأن حماس لازالت على مبادئها وثوابتها فأتوقع بشكل جيد كيف سيكون الوقف لدى حماس في قضايا كثيرة وأكون قريب من موقفها عندما أتحدث في الأمر ما يكون لحماس فيه علاقة والبعض ينتظر موقفًا أو ردًا حول هذا أو ذلك.

ومما أراه وفق قناعاتي وفهمي لحركة حماس، أن الواقع خطير وأن الجميع ينتظر تصرفات حماس في هذا الواقع ويرصدون ذلك بدقة متناهية حتى يحددوا السيناريو القادم في التخلص من حماس وقوتها في لحظة ما رغم أنهم ليسوا بحاجة إلى مبررات لفعل ذلك ولكن لو توفرت هذه المبررات فإن الأمر يكون أسهل لهم ولا يثير من يمكن أن يثور من أجل الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة..

وهنا أسجل وجهة نظري في المطلوب من حماس في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة للحفاظ على نفسها وعلى المقاومة وعلى الحقوق والقضية لعبور هذه المرحلة التي فيها المقاومة مستهدفة كونها تشكل العقبة أمام تصفية القضية الفلسطينية خدمة للاحتلال المراد له أن يسيطر على المنطقة العربية ويكون الشرطي الذي ينوب على أمريكا رغم أنه يمارس هذا الدور بشكل أو بآخر.

ما هو المطلوب إذن من حماس وأكرر من وجهة نظري وبخطوط عامة لأن التفاصيل تحتاج إلى معرفة بالإمكانيات وأنا أجهلها وقد أصيب وأخطئ ولكن اجتهاد محب لشعبه وقضيته ومقاومته ولحماس، هذا ما يجيب عليه الكاتب في العدد القادم.

يتبع

اخبار ذات صلة