قائمة الموقع

مقال: الرد الأمثل على عملية اغتيال الفقهاء

2017-04-15T09:10:12+03:00
صورة ارشيفية
بقلم - جلال سلمي - اسطنبول

أقدمت مجموعةٌ مجهولة، مساء 25 مارس/آذار، على اغتيال القائد الميداني، مازن الفقهاء، على مقربةٍ من بيته الواقع في وسط قطاع غزة، وقد كانت عملية اغتيال منقطعة النظير منذ إحكام حركة حماس سيطرتها على قطاع غزة عام 2007، وكان ما يزيد الأمر تعقيداً هو استخدام أسلحة غير موجودة في قطاع غزة، لتحمل بذلك عملية الاغتيال ملامح وجود أيدٍ خفيةٍ "للموساد".

لن يتورع العدو الصهيوني في يومٍ من الأيام من تفويت فرصة اغتيال أو تحييد لقائد أو جندي فاعل في مقاومة احتلاله الغاشم، فهو يرى في نفسه الدولة القوية التي يجب أن تستبق الأمور وتزيح كل عنصر خطير يهدد أمنها ووجودها عن خارطة الحياة.

 والحق يُقال، أننا كفلسطينيين، نقاوم الاحتلال بأساليب حرب العصابات تارة وحرب الشوارع تارةً أخرى، وليس لدينا تلك القوة الضخمة، في الوقت الحالي على الأقل، في إحداث تغيير استراتيجي لمسار الحرب الدائرة بينهم وبيننا.

وانطلاقاً من ذلك، نحتاج دوماً لاتباع أساليب تحاكي الحرب الوقائية التي تُعجز الاحتلال عن تحقيق مناله، إذ أن أبجديات الحرب الوقائية واسعة، وينبغي للمقاوم أن يطلع عليها بإسهاب.

ورداً على هذه العملية، أعلنت قيادة كتائب القسام أن عملية الرد ستكون بالمثل ووفقاً لقواعد اشتباك مغايرة لما اعتاد عليه الاحتلال، فما هي حيثيات الرد الأقرب لقاعدة الرد بالمثل؟

في العلاقات بين الدول، تصنف ردود الفعل إلى قسمين: الرد الحقوقي المثالي والرد بالمثل.

وكما هو واضح من اصطلاحه، فالرد الحقوقي هو ردٌ مثاليٌ يقتصر على الإدانة والشجب ورفع الفعل كقضية حقوقية إلى المحاكم الدولية، بيد أن الرد بالمثل يعني مواكبة الفعل بردة فعلية موازية له بالنوعية والمقدار، وهذه الطريق الصائبة التي يتم اختياره من قبل العقلاء، إلا أنه أحياناً تحدث خروقات خاصة من قبل الدول غير المعتبرة للقانون كالولايات المتحدة و"إسرائيل"، حيث يردون على الفعل المتعرضين له برد فعل مبالغ يتعدى حدود نوعية الفعل، ومثال ذلك تدمير العراق لضربه "إسرائيل".

ولئن أعلنت قيادة كتائب القسام الرد بالمثل، فإن الهدف الأمثل لتحقيق ذلك هو أسيرٌ صهيونيٌ تم إطلاق سراحه من قبل المقاومة الفلسطينية أو غيرها من الجهات الأخرى المحاربة لإسرائيل، فالفقهاء عسكري وقع في الأسر وتم إطلاق سراحه، والأسرى الصهاينة الذين اُطلق سراحهم يحملون ذات الهوية، وإن لم يكونوا في الجيش اليوم، وبذلك فجميع الصهاينة جنود احتياط يخدمون بلادهم عسكرياً عند الحاجة.

ختاماً، الإعلان عن قاعدة الرد بالمثل تستجوب رداً يكون قطعاً محاكي لنوعية وشكل الحدث، والأمل في أن يكون الرد كذلك، والأسرى الصهاينة المطلق سراحهم كثيرون، ولكن عملية الرد بذلك الشكل تحتاج لعملٍ استخباراتي شاق.

اخبار ذات صلة