الرسالة نت - متابعة رائد أبو جراد
أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" كبرى الصحف العبرية حول موقف الشارع الصهيوني من اتمام صفقة التبادل حول الجندي الاسرائيلي الأسير لدى فصائل المقاومة جلعاد شاليط عن تأييد ثلثي الشارع اليهودي اتمام الصفقة مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الصهيونية بمن فيهم معتقلين من أصحاب المحكوميات العالية والتي ترفض "إسرائيل" إطلاق سراحهم.
وكشف الاستطلاع الذي أجري طيلة أيام الأسبوع المنصرم في الكيان عن تأييد ما نسبته 72% من الجمهور الصهيوني مطالبتهم حكومتهم اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو لإتمام صفقة تبادل مع حركة "حماس" لإطلاق سراح الجندي شاليط مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، فيما بلغت نسبة المعارضين للاستطلاع 21% فقط من مجموع المصوتين.
وجاء الاستطلاع بحسب الصحيفة الصهيونية الأوسع انتشاراً في الكيان، في الذكرى السنوية الرابعة على أسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط خلال عملية الوهم المتبدد والتي نفذتها ثلاث فصائل مقاومة فلسطينية على رأسهم الجناح العسكري لحركة حماس "كتائب القسام" خلال اقتحام موقع كرم أبو سالم العسكري جنوب قطاع غزة والتي نتج عنها الاحتفاظ بشاليط في قبضة المقاومة أربعة أعوام كاملة دون معرفة الاحتلال بكافة أجهزته الأمنية والاستخبارية بصيص معلومة تفيد بمكان احتجاز جنديه صاحب الأصول الفرنسية.
وفي هذا السياق، رأي وديع عواودة المختص في الشئون الاسرائيلية أن هذا الاستطلاع يعكس حالة جديدة في الشارع الاسرائيلي، مشيراً إلى وجود فعاليات أهلية وأوساط مجتمعية واسعة في الكيان تطالب الحكومة الاسرائيلية ببذل مساعي حقيقية من أجل إتمام صفقة تبادل مع حركة "حماس" وتتهم هذه الأوساط حكومة نتنياهو الحالية بأنها تكتفي بالثرثرة دون أن تفعل ما هو قادر على دفع هذه الصفقة نحو انجازها.
وقال عواوده في تصريحات صحفية مساء الجمعة:"يبدو أن أصوات متزايدة في إسرائيل تدعو اليوم الى اتمام هذه الصفقة واستعادة الجندي الأسير جلعاد شاليط وبرزت من ضمن هذه الأصوات صوت الوزير الصهيوني البارز بنيامين بن اليعيزر الذي قال في لقاء مصور له أنه مستعد ويواصل جهوده لاستعادة شاليط حتى لو كان ذلك سيؤدي لإطلاق مئات بل آلاف من الأسرى الفلسطينيين".
ولفت الخبير في الشئون الصهيونية إلى أن هذا الاستطلاع يتزامن مع حالة كبيرة تقوم بها الجمعية الأهلية من اجل إطلاق سراح شاليط، موضحاً أنها لم تعد تثق بما تقوله الحكومة الاسرائيلية ودعواتها للامتناع عن هذه الحملة ودعت من اجل انجاز هذا الهدف.
وأضاف عواوده :"إسرائيل اليوم أقرب الي اتمام صفقة التبادل والى تحويل الأقوال لأفعال والى التوقف عن المراوغة والكف عن التسويف ومحاولة إلقاء التهم للجانب الفلسطيني وهي أصغت اليوم لتستجيب للمطلب الذي يفرضه الواقع في تحرير الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم مقابل جلعاد شاليط".
وأكد المتابع للشأن الاسرائيلي وجود مطالبات من قبل فنانين وشخصيات اعتبارية بالكيان ووسائل إعلام كبيرة أبرزها "يديعوت أحرنوت" إضافة الي تجنيد ذوي المفقودين وأسرى سابقين للمطالبة بأشكال مختلفة من خلال المقالات أو من خلال عريضة تدعو الحكومة للكف عن التسويف والمماطلة وإتمام هذه الصفقة حتى وان كان ذلك كما جاء في الاستطلاع على حساب إطلاق سراح الكثير من الأسرى الفلسطينيين وهو السبب الذي ما زالت "إسرائيل" تتهرب منه.