لماذا تستهدف السلطة والاحتلال ناشطي الكتلة بجامعات الضفة ؟!

صورة "أرشيفية"
صورة "أرشيفية"

الرسالة-محمد العرابيد

بات مألوفاً أن يتكرر مشهد ملاحقة عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية لأفراد الكتلة الإسلامية الذراع الطلابية لحركة حماس بالضفة في ساعات الصباح، بالتزامن مع مداهمة جيش الاحتلال لمنازلهم ليلاً، لاسيما مع بدء التجهيز لانتخابات مجلس طلبة الجامعات في الضفة الغربية.

ومنذ إعلان الكتلة الإسلامية المشاركة بانتخابات الجامعات، صعّدت أجهزة السلطة وتيرة حملات الاعتقال والملاحقات لناشطي الكتلة في مختلف جامعات خلال الفترة الأخيرة، لاسيما في جامعة "النجاح"، في محاولة لإقصائهم عن المشهد السياسي وإضعاف أي تأثير لهم.

وفشلت وحدة "الدوفدوفان" العسكرية الخاصة التي تتبع لجيش الاحتلال، مساء السبت، باعتقال عدد من كوادر الكتلة الإسلامية، في مدينة نابلس، عقب اكتشافها. وسلم أمن السلطة عناصر وحدة "الدوفدوفان" الخاصة إلى الاحتلال بعد اتصالات جرت بين الجانبين فور اكتشافهم من قبل الفلسطينيين.

وتأتي سياسة الاعتقالات التي تنتهجها السلطة والاحتلال في وقت واحد، بحق ناشطي الكتلة في الوقت الذي يبدأ فيه كوادرها تجهيز قوائمها استعداداً لخوض الانتخابات الجامعية؛ بهدف ممارسة الضغط على الطلاب بعدم انتخابهم، وإفساح ساحة الانتخابات أمام الشبيبة الفتحاوية، التي شهدت العام الماضي تراجعاً في نسبة الحصول على أصوات الطلبة مقارنة مع الكتلة.

********الكتلة عصية على الانكسار

المتحدث باسم الكتلة في جامعة النجاح الوطنية مؤمن صباح، قال: "إن أجهزة السلطة بالتنسيق مع الاحتلال تعمل ليل نهار على ملاحقة وإحباط نشاطات الكتلة، بدءا من اعتقال أبنائها ونشطائها، إلى مصادرة مقتنياتهم".

وأوضح صباح في حديث مع الـ "الرسالة" أن أجهزة أمن السلطة تمارس سياسة الإقصاء بحق كوادر الكتلة من خلال اعتقالهم وإجبارهم على ترك عملهم في مجال خدمة الطلبة.

وأضاف "مع بدء التجهيز لانتخابات مجلس الطلبة، ارتفعت وتيرة الاعتقالات والاستدعاءات السياسية بحق كوادرنا لمنعنا من تجهيز قوائمنا للانتخابات".

وأوضح صباح أن أجهزة أمن السلطة تحاول من خلال الاعتقالات والاستدعاءات التشويش على عمل الكتلة في الجامعات ومنع الطلاب من المشاركة في فعاليتنا حتى يتم تغيبنا عن المشهد السياسي وإفساح المجال للشبيبة الفتحاوية للسيطرة على مجالس الطلبة.

وأشار إلى أن اعتقالات السلطة الفصال الماضي طالت أكثر من 30 طالبا، وذلك إما باقتحام سكناتهم الجامعية، أو من أمام بوابات الجامعة، أو من خلال استدعائهم، وغُيّبوا لفترات تزيد عن الشهر، تعرضوا للتعذيب لإجبارهم على الحديث عن نشاطاتهم.

وعن التحضير للانتخابات، بين صباح أن كتلة النجاح عقدت يوم الخميس الماضي، مؤتمرها التحضيري لانتخابات مجلس الطلبة وسط حضوري طلابي حاشد، داعيا عموم الطلبة إلى التصويت لها عبر اسمها الانتخابي "كتلة فلسطين المسلمة"، ورقمها الانتخابي "1"

وأوضح أن الدعاية الصامتة لانتخابات جامعة النجاح كانت يوم الأحد الماضي، في حين سيكون موعد المهرجان الانتخابي اليوم الإثنين، بينما ستجرى الانتخابات غدا الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم الكتلة بجامعة النجاح: "الفوز يهم كل شخص، لكننا نرى المجلس وسيلة لخدمة أكبر للطلبة، ومع هذا فنحن نعمل بذات الوتيرة بغض النظر عن الانتخابات، ولا ننظر للانتخابات على أنها مدعاة لاستمرار نشاطاتنا أو توقفها".

*********محاولات لإقصاء الكتلة

النائب عن كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية عبد الرحمن زيدان، قال:"إن استمرار الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة باعتقال عدد من طلبة الجامعات في الضفة وعلى رأسهم نشطاء الكتلة في ظل أجواء الانتخابات القائمة؛ دليل على عدم نزاهة هذه الانتخابات".

وأضاف النائب زيدان في تصريح لـ"الرسالة": هناك علاقة بين الإصرار على استمرار احتجاز الطلبة، وبين بدء الترشيح لانتخابات مجلس الطلبة في الجامعات".

وتساءل: "كيف يمكن الحديث عن نزاهة الانتخابات وصحة تمثيل مجالس الطلبة المنتخبة في ظل الأجواء القمعية وغياب حرية العمل والأنشطة الطلابية والاستهداف المزدوج للطلبة من قبل الاحتلال وأجهزة السلطة ؟!".

وأكد أن استهداف كوادر الكتلة من أجهزة أمن السلطة والاحتلال يهدف إلى قتل الروح الوطنية والمقاومة، والحيلولة دون وصولهم لمجالس طلبة الجامعات.

وأوضح زيدان أن قرار الكتلة الإسلامية المشاركة في هذه الانتخابات رغم ما تتعرض له من اعتقالات لقيادييها وكوادرها هو تعبير واضح عن استعدادها لتحمل مسؤولياتها تجاه الطلبة.

وطالب النائب زيدان إدارة الجامعات في الضفة بضرورة حماية طلابها وضمان الحياد وحرية المشاركة في العملية الانتخابية لاختيار ممثلين حقيقيين في مجلس الطلبة، والعمل على كف يد الأمن عن التدخل في الحياة الجامعية.

 

 

 

البث المباشر