فتاوي الهباش صكوك غفران لجرائم عباس بقطاع غزة

الهباش وعباس (الأرشيف)
الهباش وعباس (الأرشيف)

الرسالة نت-محمد شاهين

يتوسط رئيس السلطة محمود عباس الصف الأول بمسجد المقاطعة في مدينة رام الله، مخضعاً رأسه ومصغياً إلى خطبة الجمعة لمستشاره محمود الهباش التي تكتظ بالعبارات التحريضية على قطاع غزة.

ويحمل مضمون الخطب السياسية المهترئة التي يعتلي بها الهباش المنبر كل جمعة، وبحضور النخب وأصحاب الرتب بسلطة رام الله هجوماً واسعاً على حركة حماس مستغلاً حقده الدفين وتساوق الحاضرين معه ليمنح الرئيس عباس صكوك غفران لأفعاله التي تستهدف الغزيين وطالت قوت أطفال موظفي السلطة مؤخراً فيما عرف بـ-مجزرة الرواتب-.

وحفلت خطبة الجمعة الأخيرة بسيل من الانتقادات بعد أن منح خلالها الهباش فتوى لعباس بجواز هدم وإحراق قطاع غزة في سبيل استعادته، واستدل بذلك بقصة عن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن أمر أصحابه بإحراق مسجد ظالم أهله، ولاقت هذه الخطبة انتقادات واسعة بالشارع الفلسطيني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

وانتقد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد، خطبة الهباش، وقال: "لم ينس الهباش أنه يدوس في فتواه على جميع القيم الديمقراطية، حين قال، يُباح لولي الأمر والمسؤولية أن يتخذ إجراءات قد يراها البعض مخالفة للواقع والمنطق".

وأرفق "خالد" في تغريدة عبر الفيس بوك صورة للفيلسوف العربي ابن رشد، وإلى جانبها حكمة شهيرة له يقول فيها: "أكبر عدو للإسلام جاهل يكفر الناس".

وتساءل القيادي في حركة حماس د. أحمد يوسف عبر مقال نشره على موقع الفيس بوك بعنوان "الهبَّاش إماماً: هل يعقل هذا يا سيادة الرئيس؟!"، حيث قال "هل يعقل يا قوم أن يسمح الرئيس بمثل هذه الخطب البذيئة أن تنطلق -جمعة وراء أخرى- من هذا الهبَّاش ولا يردعه فخامة الرئيس؟!".

وأضاف "يا سيادة الرئيس.. إن الضفة الغربية والمربع المجاور للمقاطعة مليء بالعلماء والدعاة إلى الله، فعليك بأحد هذه القامات ليذكرك بدينك ووطنك وشعبك غير هذا الأفاك الأشر".

وأردف " أريد أن أترفع عن هذه الكلمة النصيحة، ولكن هذا الهبَّاش لم يبق لأحد منا صبراً، وهو يحرضك على حرق غزة بتأويلات وتفسيرات يفتري فيها على الله ورسوله، ويجد أمامه مجموعة من "المطربشين" ليعطي المكان كامل الهيبة، ويغطي بخداعه على مشهد الثعلب الذي جاء ناصحاً في ثياب الواعظين!".

وعلق د. موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" على تصريحات محمود الهباش التي هاجم فيها حماس وقطاع غزة، قائلاً:‏ "هذا الكلام غير مسؤول". وأضاف أبو مرزوق في تغريده له على "تويتر"، أن الهباش يستخدم الدين لتبرير فعل عباس تضليلا وتشجيعًا له بإحراق غزة.

وعبر الناشط يوسف شاهين عن دهشته من فتوى الهباش، وكتب "كم هي الدهشة التي أصابتني من جرأة مفتي المقاطعة المدعو محمود صدقي الهباش، قاضي قضاة فلسطين "اللاشرعي" في المقاطعة السوداء برام الله، وذلك عندما سبق وأفتى زوراً وبهتاناً بأن (إنهاء حكم حماس في غزة واجب إنساني وأخلاقي وديني..) والآن يأمر بحرق غزة وهدمها على أهلها، عندها قلت: باسم من يتكلم هذا المستشار الهارب من غزة؟ ومن يمثل؟ هل يمثل المقاومة والمقاومين؟ هل يمثل الأسرى واللاجئين؟ أم هل يمثل الشهداء والأسرى والجرحى الذين ارتقوا في معركة الفرقان في غزة؟ من الذي أعطاه صك الغفران ليُفتي؟".

واستمر تداول الفيديو الذي يلقي فيه الهباش خطبته عبر مواقع التواصل الاجتماعي طيلة الأيام الماضية، وانهال عليه مستخدموها بالانتقادات والشتائم.

جدير بالذكر أن الهباش ولد عام 1963م، بمخيم النصيرات، غزة، ويشغل حالياً قاضي قضاة فلسطين الشرعيين ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية. وكان قد شغل منصب وزير الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة رام الله. واشتهر بخطبه في مسجد المقاطعة برام الله المناهضة والمهاجمة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

ووصل الهباش إلى مقاطعة رام الله بعد أن سمحت له الأجهزة الأمنية بقطاع غزة عام 2007 بالسفر عبر معبر بيت حانون شمال قطاع غزة.

البث المباشر