أحسنت حركة حماس عبر مؤتمرها الصحفي الذي عقده القيادي فيها د. اسامة الحية ان اوضحت تعقيدات الواقع الفلسطيني وتحملت مسؤوليتها، وكانت صريحة في عرض المشكلة والتجاوب مع الحلول، واشترطت ان يتوقف الخصم عن الرواتب ورفع الضريبة وان نبدأ بحوارات وطنية يشارك بها جميع القوى.
فمشكلة قطاع غزة الرئيسة بتهرب وتنكب حكومة الوفاق من تحمل مسؤولياتها، بالإضافة لتقصد افتعال الازمات وفك الارتباط ما بين الضفة وغزة، والذي يزيد يوما بعد يوم مما يجعل الخطوات الاضطرارية مسألة لا يمكن التهاون بها، لهذا جاء تشكيل اللجنة الإدارية لتريب الواقع الحياتي والخدماتي لقطاع غزة بعدما تفاقم واضطرب جراء سلوك حكومة الحمد الله الغريب.
لهذا حركة حماس لن تُقدمَ في الوقت الراهن على خطوة حل اللجنة الإدارية التي شكلتها مؤخرا في قطاع غزة لإدارة شؤون المؤسسات الحكومية؛ وذلك لأسبابٍ عديدة منها تلك الخطوة تشجيعاً للرئيس عباس على اتخاذ مزيدٍ من الإجراءات الظالمة بحق قطاع غزة. فاللجنة الإدارية ستستمر في تسيير المؤسسات الحكومية في قطاع غزة، في ظل تهرُب حكومة الوفاق من مسؤولياتها وواجباتها، وانها لن تقدم على تلك الخطوة دون ان تلتزم حكومة الوفاق في جميع ملفات القطاع.
واللجنة ليس امرا تعجيزيا فهناك إمكانية حل للجنة الإدارية في حال ابدى رئيس السلطة محمود عباس مرونة في التعامل مع قطاع غزة، وعاد عن بعض الإجراء الظالمة التي تمارس ضد القطاع، وفي حال التزمت حكومة التوافق في واجباتها تجاه غزة.
ولا يوجد مانع من وجهة نظري من حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة في حال قامت الحكومة بمهامها، فقد وجدت هذه اللجنة، وجاءت نتيجة تخلي حكومة الوفاق عن واجباتها ومسؤولياتها، وفي حال عادت حكومة الوفاق بتحمل مسؤولياتها تجاه القطاع، ستفقد اللجنة الإدارية حينها مبرر وجودها، ولن تتمسك بها حماس، فاللجنة جاءت لملء الفراغ فقط؛ وليس بديلاً عن الحكومة، فهي لجنة إدارية لتسيير أحوال القطاع، وليس لجنة سياسية، ولا تقوم باي دور سياسي، ولم تكن بديلاً عن حكومة الوفاق، ولهذا اعتقد في حال صدرت مبادرات جدية من السلطة وحكومة الوفاق لحل مشاكل غزة فلن يكون لها داعي.
وليس مطلوبا من حماس أن تُقدم على اتخاذ أي خطوات في الوقت الحالي؛ لأنها قامت بالكثير من الخطوات في إطار المصالحة الفلسطينية، وتخلت عن حكومة إسماعيل هنية، ووافقت على حكومة الوفاق التي لا يوجد فيها أي شخص أو مسؤول يتبع حماس، فحل اللجنة الإدارية خطوة تشجع الرئيس عباس على اتخاذ مزيدٍ من الإجراءات وقد يفهم من ورائها انها تعاني من الضغط نتيجة الخطوات الأخيرة.