أزمة "خصم الرواتب" تظهر ضعف قيادة "فتح" بغزة

خلال مظاهرات ضد الخصم
خلال مظاهرات ضد الخصم

الرسالة نت - محمود فودة

ظنّت قواعد حركة فتح بغزة أن الانتخابات الأخيرة للحركة التي أفرزت اللجنة المركزية والمجلس الثوري، ستُغير من الوضع المترهل للتنظيم في أقاليم القطاع، إلا أن الأزمة الحالية بغزة أظهرت ضعفاً في القيادة الجديدة.

إذ أنه من اللحظة الأولى لأزمة خصومات رواتب موظفي السلطة بغزة، انتظر المتضررين من القرار، موقفا حاسما من قيادة غزة في حركة فتح، وعلى وجه الخصوص أعضاء اللجنة المركزية المحسوبين على غزة، وهم أحمد حلس وصبري صيدم وروحي فتوح، إلا أنه لم يسمع للمذكورة أسماؤهم أي رد.

ورغم مسارعة الرجل "القوي" في فتح غزة أبو ماهر حلس إلى الذهاب لرام الله ولقاء الرئيس عباس فور تطبيق قرار الخصومات على الرواتب، إلا أنه عاد بخفيّ حنين، بينما تلاشت تهديدات الاستقالة التي تبنتها قيادات أقاليم بأكملها.

ويُضاف إلى ما سبق، غياب قيادات الأقاليم عن مؤازرة الموظفين في فعالياتهم الرافضة لقرار الخصومات التي استمرت لمدة أيام، مما أشعر الموظفين بالضعف في مواجهة عباس، حين فقدوا السند القيادي، في تقصير واضح أدى إلى انتهاء الفعاليات بين ليلة وضحاها، رغم أن الأزمة طالت الموظفين كافة.

وفي ملف آخر، خرجت قيادة فتح بغزة بـ "سواد الوجه" بعد أن توصلت مع حركة حماس إلى اتفاق أنهى أزمة جامعة الأقصى التي استمرت لمدة عامين، إلا أن الحكومة برام الله رفضت الاتفاق الذي جاء بموافقة وزير التربية والتعليم برام الله صبري صيدم، إذ أقدمت وزارة المالية على وقف رواتب موظفي الجامعة، في سابقة لم تحدث من قبل، حتى في فترة تولي المحسوبين على حماس للجامعة.

وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية قد أكد في مؤتمر للحركة أول أمس الثلاثاء، أن العلاقة التي تربط حركته بقيادة فتح في غزة جيدة، وقال: "بين الطرفين لقاءات مستمرة، وتم فعليا حل أزمات في غزة، والتوافق على أخرى كما جرى في ملف الأقصى، إلا أن تأثير قيادة فتح بغزة ما زال ضعيفاً على المقاطعة برام الله".

وفي التعليق على ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة: "إن الأزمة الحالية وضعت قيادة فتح بغزة في وضع محرج، بالاختيار بين رضا الرئيس عباس والموافقة على توجهاته الهجومية ضد غزة، وبين الوقوف إلى جوار الموظفين المتضررين بقرار خصم الرواتب".

وأوضح أبو شمالة في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الوضع التنظيمي لفتح ينتقل مع مرور الأيام من سيء إلى أسوأ، في ظل تهميش الرئيس عباس لقيادات التنظيم، والتمسك بزمام القرارات كافة بشكل شخصي، وهذا ما أظهرته الأزمة في غزة حالياً.

وأوضح أن القيادة الجديدة جاءت وفق مزاج الرئيس عباس، ومهمتها تتلخص في "البصم" على قراراته دون مناقشة، مؤكدا أن قيادة فتح بغزة فقدت هيبتها أمام قواعد الحركة، مما يتيح الفرصة أمام تيار محمد دحلان للتمدد على حساب تيار عباس.

وأشار إلى أن عودة وفد فتح غزة من رام الله، وما ترتب عليه من صمت مطبق للموظفين المتضررين من قرار خصم الرواتب، يشير إلى أن ما حمله الوفد يتعلق بالمؤامرة التي تستهدف غزة في الوقت الحالي، وأن قرار الخصومات سينتهي بنجاح الخطة الموجهة ضد حماس.

على أي حال، لا يخفى على أحد حالة الإقصاء التي تحياها حركة فتح، بسياسات قطع الرواتب، والإبعاد عن العمل التنظيمي لكل منْ يخالف رأي رئيسها محمود عباس، وفي ذلك شواهد لا تنتهي في ساحات العمل التنظيمي كافة وفي مقدمتها قطاع غزة.

البث المباشر