خلال اللقاء المرتقب بعد أسبوع

ماذا سيقدم الثمانيني الضعيف لمصارع البيت الأبيض ؟!

الرئيس الامريكي ترامب ورئيس السلطة عباس
الرئيس الامريكي ترامب ورئيس السلطة عباس

​غزة-شيماء مرزوق

قرابة أسبوع سيستقر فيها وفد فلسطيني رفيع المستوى في واشنطن للتنسيق مع الجانب الأمريكي والإعداد لزيارة الرئيس محمود عباس إلى الولايات المتحدة، للقاء الرئيس دونالد ترمب المزمع عقده في الثالث من مايو القادم.

اللقاء الذي قد يكون الأول والأخير بين الرئيسين من المتوقع أن تكون أجندته حافلة خاصة في ظل الحديث عن صفقة كبرى يجري الإعداد لها دولياً واقليمياً لحل كثير من القضايا في منطقة الشرق الأوسط، حيث من المتوقع أن تكون البداية من القضية الفلسطينية.

تبدل موقف الإدارة الامريكية من السلطة الفلسطينية فجأة يطرح كثيرًا من علامات الاستفهام، فقد فتحت أبواب البيت الأبيض فجأة أمام عباس بعدما ظل عدة شهور يعاني من تجاهل متعمد من إدارة ترمب الذي رفض مجرد الرد على بطاقة التهنئة التي أرسلها له أبو مازن عقب فوزه في الانتخابات الأمريكية، وبدأ اليأس والخوف يسيطران على الرجل الثمانيني وحاشيته من انحياز أميركي غير مسبوق مع الرؤى الإسرائيلية ورفض التعامل مع السلطة.

اللافت أن الموقف الأميركي تبدل دون مقدمات من السلطة ورئيسها عندما هاتف ترمب عباس ووجه له دعوة لزيارة البيت الأبيض، إلى جانب عدة زيارات قام بها مبعوثه للشرق الأوسط، هذا التغيير اللافت يطرح تساؤلات حول ما الذي يمكن أن يقدمه عباس ليعاد اعتماده من جديد كرئيس فلسطيني وشريك في عملية التسوية امريكياً واقليمياً، وهو الذي عانى من ضغوط إقليمية هائلة العام الماضي، ما يعني أن مجرد التقاط صورة مع الرئيس ترمب تعتبر إنجازًا كبيرًا له وتجديد لشرعيته الأمريكية.

ويمكن القول إن عباس لا يملك سوى أن يقدم المزيد من التنازلات فيما يتعلق بملف التسوية والعودة للمفاوضات، حتى لو كان على حساب الثوابت والحقوق الفلسطينية التي كان دائماً أبو مازن على استعداد للتنازل عنها، لكن إسرائيل التي كانت ترفض كل الحلول المطروحة والمساعي لحل القضية الفلسطينية.

الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي أكد أن هناك ما يدلل على أن ترامب لم يتصل بعباس، ولم يوافق على عقد لقاء معه إلا بعد أن حصل على ثمن كبير وباهظ لقاء ذلك.

وقال النعامي في مقال له " طار مدير المخابرات العامة التابعة للسلطة قبل شهر إلى واشنطن والتقى بمايك بومبيو مدير الاستخبارات الأمريكية المركزية «CIA» وموظفي مكتب مستشار الأمن القومي لعرض

 استعداد السلطة للاندماج في الحرب على «الإرهاب الإسلامي» التي أعلنها ترامب، مع العلم أن السلطة لم تتوقف يومًا عن إرسال الرسائل لواشنطن التي تدلل على جديتها في الحرب على الإرهاب"، وفق قوله.

وتابع "لا حاجة إلى الاستنباط بأن المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال تعد جزءًا من «الإرهاب الإسلامي» الذي تبدي سلطة عباس استعدادها لمواصلة محاربته في إطار حرب ترامب ضده"، معتبراً أن عباس لا يتوقع الحصول من ترامب على ثمن سياسي يعزز من القضية الوطنية الفلسطينية لحربه على المقاومة.

ولفت إلى أن القضية التي تشغل بال عباس وتجعله متحمساً إلى هذا الحد للقاء ترامب هي تراخي الدعم الإقليمي له، والذي وصل ذروته في تحرك الرئيس عبد الفتاح السيسي ضده بشكل علني وغير مسبوق، فترامب يمكنه، حسب منطق عباس، احتواء السيسي، في حال اقتنع بأن ما يقدمه لإسرائيل يستحق أن يبذل من أجله الجهد.

وتشير التوقعات إلى أن الإدارة الامريكية لديها رؤية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقد صاغت مبادرة حظيت بتوافق عربي إقليمي وسيتم فرضها على الشعب الفلسطيني، لذا فإن اللقاء القادم يكتسب أهميته من حجم المخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية ومحاولات التصفية التي تتعرض لها القضية، ويتم تدجين الشعب من خلال الضغط عليه سياسياً ومالياً وإنسانياً للقبول بأي تسوية أو مبادرة قادمة.

ولا يمكن توقع حجم التنازلات التي قد يقدمها عباس في هذا اللقاء ليس فقط بسبب سياساته وتاريخه الحافل بالتنازلات المجانية وإنما أيضاً لأن المسألة تأخذ طابعًا شخصيًا كبيرًا بالنسبة له فهو يريد تجديد شرعيته الأمريكية واكتساب القوة أمام الأزمات الداخلية التي يواجهها والضغوط الإقليمية التي تحاول فرض خصمه محمد دحلان.

وقد أبدى الرجل استعداده دائماً للعودة للمفاوضات يرافقها وقف كامل للاستيطان، وهذا ما تم البناء علية في كواليس لقاء الملك عبد الله الثاني ترامب وخلال لقاء رئيس الـ CIA مع أبو مازن في رام الله. 

البث المباشر