عانى محمد الديري الموسم المنصرم من قلة المشاركة خلال اللقاءات, لكنه استعاد مستواه المميز هذا الموسم, ما جعل الصداقة يصعد لمنصات التتويج بالفوز بلقب دوري الدرجة الممتازة, للمرة الأولى في تاريخه.

وقدّم الديري عرضا مميزا في الدوري, بعدما كان ورقة أساسية في تشكيلة المدير الفني عماد هاشم بالدوري 2016-2017.

الوجه الجديد

منذ بداية الموسم, عقد اللاعب الذي يلعب في مركزي الدفاع وخط الوسط الارتكاز, العزم على الرجوع لمستواه الحقيقي, خاصة أنه عانى كثيرا لفرض نفسه في التشكيلة الأساسية الموسم المنصرم.

ولكن مع المدرب هاشم كانت الحكاية مختلفة بالنسبة للديري, إذ تحرر اللاعب من كافة الضغوطات التي كانت ترافقه منذ شهور ما قبل الدوري, كما أسهمت التدريبات الفردية التي خاضها, في استعادته للياقته البدنية.

"رافائيل فاران" كما يحلو لعشاق الصداقة تسميته, ظهر صلبا في الخط الخلفي للصداقة, واستحق بالفعل أن ينال علامة الامتياز, بفضل عروضه الرائعة والقوية.

ويكفي للديري فخرا أنه كان أحد العناصر الرئيسية في الدوري الاستثنائي هذا الموسم, وربما لم ينس البعض هدفه الرائع أمام الأهلي (1-0) في الأسبوع الثاني.

ووقتها جعل هدف الديري الصداقة في صدارة ترتيب الدوري, خاصة أنه اكتسح الشجاعية في الأسبوع الأول (4-0).

العائلة سند حقيقي

وبعيدا عن "المستطيل الأخضر", فإن أحد الأسباب الخفية وراء استعادة الديري لمستواه الكبير, هو الدعم المميز الذي لاقاه من عائلته.

وينتمى نجم الصداقة, لعائلة رياضية, إذ أن أشقاءه إياد لعب لغزة الرياضي, بينما ارتدى جهاد قميصي خدمات الشاطئ والصداقة, في حين يتواجد أحمد حاليا في صفوف الرضوان.

كما يحرص والدا الديري على تحفيزه قبل بداية أي لقاء, بالإضافة لزوجته التي تدعمه دوما.

ويستمد مدافع الصداقة إلهامه في الملعب من الراحة النفسية التي يعيشها داخل بيته, كون الاستقرار الاجتماعي يلعب دورا كبيرا في إظهار أي شخص لقدراته الحقيقية, وهو ما انعكس بشكل إيجابي على عروض اللاعب في الدوري هذا الموسم.

درع الدوري والبقاء

قبل بداية الموسم, تلقي الديري عرضا جادا للعودة إلى شباب السموع للعب معه في دوري المحترفين بالضفة المحتلة, كونه سبق له تمثيل الفريق عام 2014, عندما كان يتواجد في المحترفين الجزئي.

وكان حلم العودة للضفة يراود الديري فعليا, لاسيما أنه انسجم كثيرا مع السموع وقتها, لكن مع تحقيق لقب الدوري فإن الرجوع للسموع على وجه الخصوص, بات في طي النسيان بالنسبة للمدافع.

وبتتويجه مع الصداقة بدرع الدرجة الممتازة, أضحى الديري مطالبا بالحفاظ على مستواه للظهور مجددا بشكل مميز في الكأس, الذي سيلعب فيه الفريق ضد شباب رفح الجمعة المقبل على ملعب خانيونس البلدي جنوب القطاع, ضمن منافسات دور الـ8 من المسابقة.