يبدو أن سلسلة التصريحات الحادة التي شهدتها الساحة الفلسطينية لقيادات فتحاوية مؤخرا سيتوجها رئيس السلطة محمود عباس في خطابه المقرر غدا الأربعاء والذي يحمل دلالات عديدة خاصة في التوقيت اهمها انه لا يرتبط بمناسبة وطنية أو رسمية.
أهم دلالات التوقيت تتمثل في أنه يسبق زيارة أبو مازن لواشنطن مطلع الشهر القادم لذا حرص على تقديم رسائل للداخل والخارج، كما أن موعده يتزامن مع نهاية الشهر وهي المدة التي أُعطيت لحماس لتسليم غزة.
وبناء على ما سبق من الممكن أن يتضمن الخطاب مرحلة ما بعد التهديد الكلامي والبدء بالترجمة العملية بالحديث عن مصير رواتب موظفي السلطة والإجراءات التي سيتخذها تجاه القطاع.
ويسعى عباس من خلال استخدامه أسلوب القمع والتهديد إظهار بأنه من يتحكم بأوراق اللعبة وزمام المبادرة، لذا هو يمارس صلاحيته ويضع خصمه في الزاوية بفرض المزيد من الإجراءات على القطاع ستكون بمثابة شهادة حسن سيرة وسلوك سيحملها معه في زيارته للبيت الأبيض مطلع الشهر.
رفع وتيرة التهديد على لسان أكثر من شخصية في السلطة تجاه حماس وقطاع غزة تؤكد أن الأمور تسير باتجاه الأسوأ، حيث قال أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم في كلمة ألقاها نيابة عن عباس في حفل افتتاح الموقع الجديد للجامعة العربية الامريكية في رام الله: بكل صراحة ووضوح إن أرادت حماس المصالحة فعليها تسليم قطاع غزة لحكومة الوفاق الوطني دون قيد أو شرط.
وتابع: "لقد أُبلغت حماس بذلك وننتظر الجواب خلال اليومين القادمين فإن قبلت فتحنا صفحة جديدة وإلا فلكل حادث حديث.
الحديث سيكون على لسان أبو مازن الذي سيخاطب الجميع بأنه صاحب الشرعية الأولى، لذا سيحرص على إظهار خصومه بالمتمردين والمتجنحين، أي لم يعد الأمر مجرد خلاف مع شريك سياسي بل تعدى تلك المرحلة.
فيما سيحسم خطاب أبو مازن الجدل الدائر في الشارع والشائعات عن حجم الخطوات التي ستتخذ بحق القطاع والتي يترقبها جميع شرائح المجتمع بما فيهم فتحاوي غزة.
وتكمن الخطورة بأن يتجه الرجل بعيدا ويتحدث بخطاب انفصال وتهديد القطاع بإجراءات غير مسبوقة، حينها سيصعب التراجع وهو الأمر الذي سيطيل أمد الصراع ويعيد الانقسام إلى المربع الأول ويمحي 10 سنوات من الحوار.
موقع ويلا العبري ذهب بذلك الاتجاه حين كشف عن مضمون خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، المتوقع أن يلقيه غدا الأربعاء، والذي سيتناول فيه علاقته مع قطاع غزة وحركة حماس.
وذكر المحلل الإسرائيلي البارز لشؤون الشرق الأوسط، آفي سيخاروف، أن الرئيس عباس "سيقدم مهلة لحركة حماس لتسليمه السيطرة على قطاع غزة أو إيقاف جميع المدفوعات للقطاع"، وفق ما نقله الموقع الإسرائيلي عن "مقربين" من رئيس السلطة.
وأكد الموقع، أن خطوة عباس تمثل "فك الارتباط تدريجيا مع قطاع غزة، وأن على حماس تحمل تبعات القطاع وحدها"، موضحا أن خطوة عباس "المثيرة من شأنها أن تفاقم الوضع السيئ لسكان القطاع؛ وخاصة مع توقف دفع فواتير الكهرباء والمياه".
في المقابل قد يقرأ البعض خطاب أبو مازن على أنه خروج من أزمات وضغوط يعانيها الرجل لذا يحاول اروج منها باستخدام أوراق ضغط للدفاع عن موقعه خشية أن يتجاوزه الإقليم والزمن في ظل الازدحام بأحداث وقضايا أكثر إلحاحا.