قائمة الموقع

"طواحين السكر".. شاهدة على تاريخ فلسطين القديم

2017-04-26T12:57:08+03:00
اريحا- الرسالة نت

للوهلة الأولى يبدو الاسم غريباً عندما يمر طيف ذهنك على اسم منطقة "طواحين السكر"، ما يجعلك حائراً ومندفعاً نحو معرفة تفاصيلها، لاسيما أن أصولها فلسطينية، وكل مدنها تروي حكايات مليئة بعبق التاريخ.

فلا يختلف اثنان أن فلسطين امتلكت على مر التاريخ إرثاً حضارياً ومناطق أثرية وثقت كل المراحل التي مرت بها، عبر العصور القديمة، ومن بين ذلك "طواحين السكر" التي تقع في منطقة الأغوار الجنوبية، قرب بلدة غور الصافي في أريحا.

لذلك ستصحبكم "الرسالة" في جولة لتلك المنطقة للتعرف على تفاصيلها، التي زخرت بالأحداث وكانت شاهداً على أحداث فلسطين في العصور القديمة.

وفي التفاصيل، تزدهر منطقة الأغوار الشمالية في أريحا، بوجود عدد من المواقع الأثرية، ومنها كهف لوط في غور الصافي، والذي يعتقد أن ابنَي سيدنا لوط عليه السلام مؤاب وعمون ولدا فيه، ومن ثم مقبرة الذراع، وصولاً إلى طواحين صناعة السكر التي اشتهرت بها تلك المنطقة في الفترتين الأيوبية والصليبية.

عين الديوك

وكشفت حفريات أثرية أجريت في الموقع، عن 40 معملا لتكرير قصب السكر إبان الفترتين الأيوبية والمملوكية، وذلك في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين؛ إذ يحتوي على بقايا قنوات الري ومراجل تستخدم لغلي الماء وغرف لطحن وتخزين قصب السكر والشمندر.

ويشكّل هذا الموقع من الناحية التاريخية الأثر البارز والمتبقي في أخدود وادي الأردن، حيث تشير الدلائل وحتى منتصف الستينيات كانت تشتهر بزراعة قصب السكر والشمندر بكثرة، نظراً لوفرة المياه وخصوبة التربة، ما أدى إلى ازدهارها بصناعة السكر وجعلها مركزا تجاريا هاما.

وهو ما يفسر دلالة الاسم الذي تعود إليه وظيفة هذا الموقع الأثري، وهي "صناعة السكر"، حيث احتفظ بذلك الاسم حتى اليوم، باعتباره المنطقة الصناعية لتصنيع وإنتاج السكر.

ولو أردنا الرجوع قليلاً لتاريخ الموقع، حيث تعود أصوله لعام 3600 قبل الميلاد، وكان يستخدم في انتاج وتصنيع السكر من بساتين أريحا، ويصدره للعالم الخارجي في تلك الفترة.

لكن لم يدم حاله طويلاً حيث تجرع من كأس الاندثار عام 1994، نتيجة عدم الاهتمام الكافي به، مما دفع به لأن يصبح مرعى للأغنام ومكبّا النفايات، بدلاً من القيمة التراثية التي حظي بها على مر العصور القديمة.

وبحسب ما توصلت إليه "الرسالة" خلال تنقيبها عن تفاصيل تلك المنطقة، فتبين لها أن من الآثار المتبقية في المكان هذه الأيام، هي القنوات التي كانت تنقل المياه من منطقة "عين الديوك"، والتي كانت توفر المياه اللازمة لتوليد الطاقة لتشغيل الطواحين، إضافة إلى ورشات صناعة الخزف فيها، وآثار المعصرة والمصنع القديمين.

وفي نهاية تلك الجولة، فقد بقي هذا الموقع الأثري العريق الزاخر بالحضارة، شاهداً على مرحلة من تاريخ فلسطين الذي ساد في تلك الفترة، ثم اندثرت معظم معالمه نتيجة عدم الاهتمام به من الجهات المختصة، وهو ما جعل الكثيرون يجهلون بقيمته التاريخية.

اخبار ذات صلة