قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: أنت الخصم والحكم

وسام عفيفة مدير عام صحيفة الرسالة بغزة
وسام عفيفة مدير عام صحيفة الرسالة بغزة

بقلم/ وسام عفيفة

آخر صيحات الدعاية السلطوية ضد غزة وأهلها بحسب صحيفة الحياة الجديدة الناطقة باسم المقاطعة أن حكومة الانقسام وعلى مدار عشر سنوات، صرفت علينا في غزة ومن جيبها الخاص 20 مليار دولار تشمل الخدمات والمعونات، مثل العلاج والدواء المجاني، حتى أن توريد السولار لمحطة التوليد من مال السلطة، بينما تنير حماس أنفاقها وبيوت قادتها على حساب الشعب.

الدعاية السلطوية التي تضمنتها افتتاحية الحياة الجديدة عدد يوم الثلاثاء 25-4، أضافت رزمة من العطايا والهبات من خزائن حكومة المقاطعة من بينها رواتب الأسرى والشهداء والشؤون الاجتماعية، ورواتب العاملين في الصحة والتربية والتعليم، وفوقها الكتب المدرسية والتعليم المجاني، بينما لا تحصل حكومة المقاطعة على جباياتها وضرائبها بالمطلق.

أغبى ما في هذه الدعاية أنها لا تكشف لنا من أين تحصل السلطة على هذه الأموال التي تتكرم بها على غزة، ما دامت لا هي من الجباية ولا من الضرائب، وعليه يمكن أن نتوقع مصادر دخل سرية للسلطة لا نعلمها مثل آبار بترول وغاز في الضفة الغربية، أو ربما من الصناعات الثقيلة وتجارة السلاح التي تصدرها للعالم، أو حتى من دخل السياحة، أو كونها تشكل السلة الغذائية للمنطقة من أراضيها الزراعية وأنهارها.

ثم لماذا صمتت المقاطعة على غزة عشر سنوات وهي تصرف عليها من بيارات سيادة الرئيس، ومن حسابات السيد الحمد لله، رغم أنها "بيعة بمخسر"، وكان الأولى أن يستثمروا أموالهم في تجارة رابحة حتى لو كانت "نكاشات آذان وأسنان".

وبين العطايا والهبات المزعومة وتخيلات مصادر الدخل السرية تقفز التساؤلات: من يراقب ويحاسب السلطة على الأموال التي تتسولها باسم الشعب الفلسطيني، ولماذا لا تقدم فاتورتها التفصيلية من المقاصة والضريبة وأموال المانحين؟ وأين وكيف تصرفها؟

وأمام الانتهازية السياسية والعدالة المفترى عليها كيف يمكن لطفل غزي أن يصدق أن الذئب لم يكن ينوي أن يأكل ليلي عندما تنكر بهيئة جدتها؟، بل إن ليلي هي التي قتلت جدتها واستدرجت الذئب كي تلفق له التهمة، وكأني بالمتنبي يخاطب الرئيس بقوله:" يا أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم".

البث المباشر