من المقرر أن يزيح رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، الستار عن الوثيقة السياسية للحركة، التي تتكون من 42 بندًا مقسمة على 12 عنوان، تتحدث فيها الحركة عن رؤيتها من مختلف القضايا الداخلية والخارجية المرتبطة بالقضية الفلسطينية.
سياسيون وقادة أحزاب مصرية أكدوا لـ"الرسالة نت" أهمية الوثيقة وما تتضمنه من تأكيد على الثوابت ورسائل سياسية للإقليم وتحديدا مصر.
رئيس حزب الكرامة المصري محمد سامي، أكدّ بدروه أهمية ما تتضمنه الوثيقة من مواقف مبدئية تعبر عن مبادئ وثوابت الأمة برمتها، وفي مقدمتها عدم الصلح أو الاعتراف أو التفاوض مع "إسرائيل".
وأوضح سامي لـ"الرسالة نت" أن الوثيقة تتضمن مبادئ قومية ووطنية تتمثل في أن الصراع مع الاحتلال هو صراع وجودي لا حدودي وأن كل التراب الذي سرق ونهب يجب أن يعود لاصحابه.
حزب مصري: الوثيقة تتضامن مبادئ قومية ووطنية
وتؤكد حماس في الوثيقة السياسية عدم اعترافها بإسرائيل او قبولها التنازل عن أي شبر من فلسطين.
واشار سامي الى أن ما تضمنته الوثيقة يتفق عليه القوميون والوطنيون من احرار العالم، ويدعمونها.
من جهته، وصف رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي وحيد الأقصري، الوثيقة بـالخطوة "الإيجابية والمهمة"، نظرًا لما استدركته من مواقف وضعتها مع خلاف سياسي مع أطراف في المنطقة.
وطالب الاقصري في حديث خاص بـ"الرسالة نت" القيادة المصرية بتلقف مضمون الوثيقة وتعزيز قنوات الاتصال مع حركة "حماس"، مشيرا الى ان هذه العلاقة تمثل علاقة حاسمة بين الجانبين.
حزب مصري: الوثيقة إيجابية وبالغة الأهمية
وأكدّ ضرورة استدراك أي موقف سياسي ضد الحركة ليضمن بذلك مصالح القضية الفلسطينية.
من جانبه، قال السفير محمود فهمي أول سفير لدى السلطة الفلسطينية، إن الوثيقة تشكل أهمية بالغة في هذا التوقيت، مشيرا الى ان اعلان الحركة عن مرجعيتها الإسلامية دون الإشارة لتنظيم بعينه، هو امر طبيعي يحصل في كل دول العالم.
وأضاف فهمي لـ"الرسالة نت" "حماس لم تكن مرتبطة يومًا في جماعة الاخوان المسلمين من الناحية التنظيمية، وهذا ما نعرفه عبر سنوات طويلة قضيتها في غزة وعايشت فيها قادتها ومؤسسيها".
ورأى أن حماس تقدمت بصيغ سياسية مقبولة لدول المنطقة، و"يبقى الان الكرة في ملعب الأطراف الدولية والإقليمية كي تقابلها الخطوة".
هويدي: الوثيقة تمسكت بالثوابت في مشروع حماس
وأكدّ أن الوثيقة تحتوى على مرونة سياسية عالية تعزز من ثقل الحركة سياسيًا على الصعيدين الإقليمي والدولي.
الباحث الاستراتيجي والمفكر القومي فهمي هويدي، أكد بدروه أن الوثيقة تمسكت بالثوابت في مشروع حماس والقضية الفلسطينية، قائلا انها تضمنت مراجعة للصياغات وليست مراجعة للمواقف التي تمسكت بها.
ويشرح هويدي في حديث خاص بـ "الرسالة نت" أهم ما تتضمنه الوثيقة من رسائل للبعد الإقليمي، مشيرا الى أن الحركة حرصت على تأكيد احترامها للشأن الداخلي للدول العربية وخاصة مصر، وحرصها التواصل معهم بما يخدم القضية الفلسطينية ومصالح الشعب.
ويشير هويدي الى ان حركة حماس أعلنت التزامها بالمشروع الإسلامي ولم تشر لارتباطها بتنظيم الاخوان المسلمين، وهذا تعبير عن تفكير رشيد، مشيرا الى ان عدم اشاراتها الى تنظيم الاخوان قد يكون إرضاء لمصر؛ "لأن الأخيرة مشكلتها مع التنظيم وليس مع المشروع الإسلامي"، كما يقول.
سفير مصري: حماس لم ترتبط يومًا بالاخوان المسلمين
ويرى أن عدم الإشارة للارتباط بالإخوان تعبير عن الحقيقة فعمليا حماس لا تنتمي تنظيميًا أو إدارياً للجماعة، كما أن ذلك محاكاة لموقف الإسلاميين في تونس والمغرب والأردن.
وينوه أن إعلان حماس قبولها لقيام دولة عام 1967 دون الاعتراف بإسرائيل، هو ناتج عن مرونة سياسية تبديها الحركة بما يراعي ظروف وضغوط البيئة العربية الضاغطة على المقاومة والتي تخنق القضية الفلسطينية، "فحماس عملياً لا تستطيع أن تشتبك مع هذه القوى".
ويعلق هويدي على ما تضمنته الوثيقة بأن: "حماس تعاملت مع صياغات تراعي البيئة وتعاملت بمرونة في التفاصيل دونما أن تهبط بسقف مطالبها"، مشككًا أن يشكل هذا الموقف قبولا لحماس على صعيد أطراف الرباعية العربية، "لكنها على الأقل تبرأ ذمتها أمام الرأي العام العربي".