قائمة الموقع

مقال: بالفعل ما خفي من الزواري أعظم

2017-05-04T05:01:58+03:00
الكاتب إبراهيم المدهون
إبراهيم المدهون

 لا شك ان ما عرضه الاعلامي تامر المسحال في تحقيقه الاخير ما خفي اعظم حول اغتيال العالم التونسي محمد الزواري مثير للتقدير والاعجاب، وفي الوقت نفسه دعوة صريحة لكل العلماء العرب والمسلمين للاستفادة من خبراتهم في خدمة المقاومة الفلسطينية، فحماس ليست محصورة في الأراضي الفلسطينية فقط، بل منتشرة في كل مكان يتواجد به الفلسطيني، وأعطت نموذجا قويا للمقاومة وأضحت مكانا لاستقطاب كل الكفاءات والطاقات التواقة للعمل الوطني ولدعم القضية الفلسطينية إن الشعب العربي والمسلم مندفع لدعم القضية الفلسطينية وإن كانت حركة حماس لديها هدف محدد أن لا تستقطب من خارج فلسطين في ذراعها العسكري، ولكن محمد الزواري لم يكن شخصية عادية ولم يكن لديه علم عادي، بل علم نوعي في مجال الطيران، وتوفر فيه حب العمل للمقاومة فكان الاستثمار ويبدو كتائب القسام لديها القدرة على تنظيم الكثير من العرب والمسلمين في صفوفها ولكنها تحجم عن ذلك وهي تحصر الصراع داخل فلسطينيين وبالفلسطينيين، ولو أرادت أن تفتح الباب لجاءها الملايين ولكن محمد الزواري كان استثناء، وكان حب لفلسطين واستعداد للتضحية من أجلها ولا شك أن حماس استفادت من خبرات الزواري، وأعطته مساحات واسعة في مجالات إبداعه ووفرت له ما طلب من إمكانيات، وفتحت له مجال مع دول صديقة كإيران وغيرها لتطوير علمه، فاحتضان القسام لمحمد الزواري منذ عام 2006 دليل على أن المقاومة الفلسطينية واعية وقادرة على الاستفادة من الخبرات العلمية وتحويلها إلى واقع عملي بنّاء في سبيل مواجهة الاحتلال الإسرائيلي أما عن وصول الموساد للزواري واغتياله لم يكن مفاجئا لما يمتلكه الجهاز من علاقات مع الاستخبارات الأمريكية واستخبارات دولية وإقليمية وتقدم كبير في التكنولوجيا ومراقبة الاتصالات، فالصدمة كانت طريقة تنفيذ الاغتيال، كونها وقعت على أرض تونسية، فالموساد كسر الكثير من قواعد اللعبة ليغتال المهندس القسامي محمد الزواري وقرأت من التحقيق أيضا أن مهمة الزواري في عمله مع المقاومة في تطوير الطائرات وغيرها من الوسائل لم تنتهي بعد، ويبدو أنه كان يشارك في أعمال جديدة، ما جعل منه هدفا عاجلاً للموساد، فالموساد الإسرائيلي نفذ الكثير من عمليات الاغتيال بحق العلماء العرب سواء عراقيين أو مصريين أو غيرهم، متجاوزا الكثير من الخطوط الحمراء، وهذا دليل أن الصراع الان صراع فكري تكنولوجي، ولم يعد ولم يعد صراعا تقليديا، ويحسب لكتائب القسام أنها كشفت أن محمد الزواري كان أحد مهندسيها، متحدية بذلك الموساد لتكشف ما وراء الستار، واعتقد ان القسام لديه من الاسرار والكنوز الكثير ودوما يفاجئنا بطريقة مختلفة.

اخبار ذات صلة