الخطيب: لقاء "عباس ترامب" شكلي ولن يحقق شيئا للقضية الفلسطينية

نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل كمال الخطيب
نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل كمال الخطيب

الرسالة-حاوره محمد عطا الله

أكد نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل كمال الخطيب، أن لقاء رئيس السلطة محمود عباس بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لن يعدو كونه علاقات عامة، ولن يحقق شيئا للقضية الفلسطينية".

وقال الخطيب في حوار مع "الرسالة": "إن القضية الفلسطينية تعيش في حالة ضياع بسبب أفعال قيادة السلطة"، مضيفاً أن محاولة تصوير أبو مازن وشركائه بأنه حقق انجازا على صعيد العلاقة مع الإدارة الأمريكية تعتبر "سلاح المفلس وهي الأمنيات".

وكان عباس قد التقى أمس ترامب في البيت الأبيض بعد توجيه الأخير الدعوة له، خلال مكالمة هاتفية أجراها معه الرئيس الأمريكي في العاشر من مارس/آذار الماضي.

وأضاف " ترامب لم يخفِ حقيقة سياسته أو توجهاته وأعلن مرارا وتكرارا أن أمن "إسرائيل" وبقاءها متفوقة هو شيء لن يتنازل عنه، وبالتالي هذه الزيارة لن تعدو كونها علاقات عامة".

وأوضح الخطيب أنها تأتي في إطار محاولة تسوية الأوضاع في الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مردفا "لا يعقل أن تبحث الإدارة الأمريكية في كل القضايا الدولية دون هذه القضية، وأستبعد أن تحقق شيئا على أرض الواقع".

لغة المتسول

وأشار إلى أن أبو مازن لن يعترض على شيء يطرح عليه من قبل الإدارة الأمريكية كون أن أمره بات ليس في يده بعد أن فقد الحاضنة الشعبية الفلسطينية التي كان من خلالها يجب أن يتحرك نحو العالم.

ولفت إلى أن رئيس السلطة عباس يصر على أن ينهي مشواره العمري والسياسي بتسجيل صفحة سوداء في تاريخ القضية الفلسطينية "قد تكون ضحيتها القدس والأقصى، وهذا الأمر خسارة كبيرة للوطن".

وتوقع الخطيب أن يكون النتيجة الوحيدة بعد هذا اللقاء "العودة للمفاوضات مع حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" والجلوس مع نتنياهو، وتابع "هذا الأمر سيعتبره عباس إنجازا كبيرا كونه حاول أكثر من مرة وكان نتنياهو يرفض الجلوس معه، وهكذا هي لغة المتسول".

وفي قضية نقل السفارة الأمريكية، استبعد الخطيب أن تذهب الإدارة الأمريكية لنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.

وتابع "رغم حماسية ترامب وحديثه عن نقل السفارة قبل توليه منصب الرئيس، إلا أن الوضع الآن يختلف، ولا أعتقد أنه سيستعجل في نقلها".

وفي السياق أكد نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل المحتل، أن قضية الاسرى من ثوابت شعبنا، مشددا على ضرورة أن تكون هذه القضية محل إجماع فلسطيني كونها سياسية بالدرجة الأولى.

ونوه إلى أهمية دعم إضراب الأسرى وتوفير حاضنة شعبية فلسطينية له؛ "لكسر هذا العنفوان الإسرائيلي ولمآزرتهم في معركتهم".

وأضاف "هي معركة ارادات والأسرى لم يبق لديهم ما يملكونه من سلاح سوى أمعائهم الخاوية التي يحاربون فيها ظلم السجان".

وتوقع الخطيب أن "ينتصر الأسرى على السجان كون أن الاحتلال غير معني بتصعيد الاضراب وبالتالي حتما سيرضخ الاحتلال لمطالب الأسرى لكن يبقى السؤال عن الكم والكيفية"، على حد تعبيره.

وأكمل قائلا:" للأسف ضاع من إضراب الأسرى 17 يوما دون تصدير قضيتهم بشكل كبير بسبب وهم وسراب تهيئة الأجواء الإيجابية للقاء أبو مازن بترامب، عبر إخراس السلطة للشارع الفلسطيني ومنعه من الخروج في مشاهد غضب نصرة للأسرى".

ويواصل قرابة 1600 أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خوض "معركة الحرية والكرامة"، بالإضراب المفتوح عن الطعام، مطالبين بتحقيق عدد من الأمور الأساسية التي تحرمهم إدارة سجون الاحتلال منها.

واستهجن الخطيب استمرار السلطة في ملاحقتها واعتقالها لقيادات المقاومة في الضفة المحتلة، معتبرا أن مواصلتهم لجريمة التنسيق الأمني مع الاحتلال هي "العار الذي جعلها تستبيح كل شيء".

وفي قضية تشديد رئيس السلطة لحصار قطاع غزة عبر إجراءاته الأخيرة، أبدى الخطيب استغرابه من إجراءات عباس بحق غزة، متسائلا: " كان ينبغي أن يسعى أبو مازن إلى لم الشمل الفلسطيني لأن فيه القوة وليس أن يعتبر غزة عدوا يرميها بسهامه ويتامر عليها".

وأكد أن هذه الإجراءات هي جزء من محاولة التضييق على غزة حتى ترفع الراية البيضاء، وليس أمام الاحتلال فقط، "وهذا لن يحدث ان شاء الله".

وختم الخطيب حديثه قائلا " الاحتلال لم يكتف فقط بموقف العداء الذي تكنه السلطة لغزة وإنما أراد أن تتخذ إجراءات قد تكون بتنسيق كامل معه في محاولة لتركيعها وإخضاعها له".

يذكر أن رئيس السلطة محمود عباس كان قد هدد باتخاذ "إجراءات غير مسبوقة" ضد قطاع غزة؛ بدعوى إنهاء الانقسام.

واعتبرت حركة حماس، في حينه، أن عباس يشن بالوكالة عدوانا رابعا على غزة.

 

البث المباشر